الأكبر، ومن يرى الصديق والعدو والقريب البعيد والسعيد والشقي، بعين واحدة فهو المهتدي.

ليست النجاة للذين افتتنوا بالدنيا، ولا للذين هجروا الدنيا فارين من واجباتهم، بل هي للذين يلزمون الطريقة الوسطى، فلا يفرطون ولا يفرطون، في مآكلهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم، إنهم وسط في كل شيء، فيستريحون كما ينبغي وينصبون كما ينبغي، والناسك الحق هو الذي يرى، وجوده في وجود الآخرين ووجودهم في وجوده، وهو الذي لا يفرق بينهم وبينه، بل يدرك الله في الجميع ويدرك الجميع في الله، فمن كان هكذا فعلاقته بالله وثيقة لا انقطاع لها، فالذي يحمد الله في خلقه وينسى نفسه، فهو مع الله أينما كان وحيثما كان، ومن يرى سعادة الآخرين وشقائهم سعادته وشقائه، فهو حبيب الله حقًّا".

ثم سأل أريجنا: أليس قهر النفس الأمارة كما تقول من أصعب الأمور؟ أجاب كريشنا: "أجل يا عزيزي، إنه من أصعب الأمور، لا يكون قهر النفس، إلا بصدق النية والتمرين والرغبة عن لذائذ الدنيا، والذي حرم قوة الإرادة والعزيمة، فلا يتمكن من قهر نفسه ولا ينال النسك، والشرائع الظاهرية والطقوس الرسمية لا تنفعه شيئًا، إنّ مُجرد الرغبة في هذا السلوك، يغني المرء عن "الفيدا" وعن شرائع الفيدا، هذه الرغبة تجعله فوق كل هذا، ومن سعى مع هذه الرغبة سعيا صادقا، وإن قليلًا ينتفع به، وإن اضطرب قلبه ولم ينجح في النسك كل النجاح، لأن طريق التقدم الروحي ينفتح أمامه يسلكه إذا وطد عزمه.

والعارف الذي يعبد الله، يرى الكثرة في الوحدة والوحدة في الكثرة، وأينما يتجه بوجهه، يرى وجه الله الحي الذي لا يموت، والرب الذي به يكون كل شيء.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015