دينية خاصة، وبناء ديني متكامل ومُقدس، وقد اتخذت العقائد الدينية عبر العصور، قدسيتها وشرعيتها عند عموم سكان شبه الجزيرة الهندية، إن القبائل الآرية القادمة من إيران، بلغت بلاد الهند في القرن السابع عشر قبل الميلاد، إلا أنّ الأشعار الدينية التي اكتشفت، لا ترقى إلى أكثر من ألف خمسمائة قبل الميلاد، وهي تحمل ضمنًا الإشادة بمآثر الآريين المُجتاحين للبلاد.
وحينئذ كتبت الكتابات المقدسة للهندوس، أسفار "الفيدا" والملاحم والأساطير، ومنها ملحمة مهابهرتا ويوغا فاسستي وملحمة راماينا.
والذي يعنينا من هذا أن نذكر شيئًا من قصائدهم عن الله، حيث ورد في نشيد كان يتغنى به النساك المقاطع التالية: "في البدء لم يكن ما هو موجود، أو ما لم يوجد، لم يكن هناك ما تثبته وما تنفيه، لا أجواء ولا سماء وراء الأجواء، لم يكن موت ولم يكن خلود، لم يكن ثمة نهار ولا ليل، لم يكن سوى الأوحد، يتنفس حيث لا أنفاس ولا شيء سواه". إن الأوحد الذي يشير إليه النشيد، كان ولا شيء معه سوى الفراغ، الذي امتلأ برغبة جامحة "كاما"، ومن هذه الرغبة جاء الموجود الأول، وعنه أتى الموجود التالي، وهكذا دواليك، حتى وجدت جميع الموجودات العينية أو الحسية والظواهر الطبيعية، كل الأشياء وجدت عن الموجود الأول، وعن الرغبة الجامحة التي ولدت فيه، والتي تحولت إلى شكل زفرة أو نفخة، وفي هذه اللحظة ولدت الآلهة التي أوجدت بدورها البشر.
وكتاب "الفيدا" تساءلوا كيف يأتي الوجود من العدم؟ وانتهوا إلى القول بأن العملية هذه، تحتاج إلى معجزة يعرفها موجود يحفظ هذا العالم، وهو وحده يعرف سر وجود الموجودات التوالي، التي تلت الموجود الأول، ولا بد من الإشارة إلى أن الواحد الأوحد الخالق والصانع للعالم، قد عُبّر عنه في تاريخ