فالأستاق من المصادر الهامة للزرادشتية، إلا أنه لم يحفظ كما كان أولا، ولكنها دخلت عليه عوامل التحريف والتغيير، بعد حرق الإسكندر الأكبر لكتب الزرادشتية، حين غارت على بلاد إيران، مما جعل الزرادشتية فيما بعد يزيدون فيه وينقصون، وها هنا دخل التحريف، وظلت بعد ذلك نصوص الأستاق أو بعضها، في حوافظ الموابذة أي كبار رجال الدين عند الفرس، يتناقلونها ويتناقلها الناس عنهم مشافهة، وفي النصف الأخير من القرن الأول الميلادي، شرع فيلوجيسيس الأول ويسمى بلاش الأول ملك فارس من الأسرة البرتيدة، في تدوين ما بقي من حوافظ الناس من الأستاق، وأكمل عمله هذا في القرن الثالث الميلادي الملك أردشير مؤسس الدولة الساسانية، وبلغ ما تم تدوينه في هذين العهدين واحدا وعشرين سفرا، تشتمل على ثلاثمائة وثمانية وأربعين فصلا من فصول الأستاق، التي كانت تبلغ ألف فصل، أي أنه قد فقد منه نحو الثلثين، هذا إلى ما اعتور الفصول المدونة، من نقص وزيادة وتحريف وتغيير عن أصولها.
وهكذا لما دون الأستاق أكثر من مرة، زيد فيه ونقص منه، فدخله التحريف والتغيير، حتى لقد قال بعض الباحثين في معرض كلامه عن الأستاق الحالي: ويكاد يكون من المتفق عليه، أنه لم يبق من أقسام الأستاق الواحد والعشرين الأصلية، إلا جزء واحد هو الكاناها، فهو القسم الوحيد الباقي، ويعتبر في الوقت نفسه، أقدم ما وصل إلينا من نصوص الأستاق القديمة، ولذا قال أحد الباحثين أيضا: إن الأستاق الذي يرجع إليه حاليا، ما هو إلا ملخص للكتاب الذي دون في أيام زرادشت، وعلى هذا فإن الأستاق الحالي، ما هو إلا شذرات من الأستاق المفقود، بعد زيادة فيه ونقص منه، نتيجة للعوامل التي طرأت عليه.