بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس التاسع عشر
(الديانة الزرادشتية (2))
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، الطيبين الطاهرين الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فتحدثت عن زر ادتش، والزرادشتية من حيث التأسيس والنشأة والتطور. وها أنا ذا أحدثك عن أهم المصادر المقدسة للزرادشتية.
والمصدر الأساسي للزرادشتية الفستا، أما بقية المصادر فتسمى أسفار ال أبستان، ومنها الجانات والسن االفسبرد والفنديارد والس ِّ تات أو الس َّ تات والخردستة، وتأتي ثالثا شروح أبستان، ورابعا أسفار أخرى، ونذكر ذلك بشيء من التوضيح.
فنقول عن المصدر الأساسي للزرادشتية الفستا أو الأستاق، وهو الكتاب المقدس لدى الزرادشتيين: أتى به زرادشت ليكون مرجعا لأتباعه، يرجعون إليه لمعرفة عقائدهم وأحكام شريعتهم. وكلمة أستاق مشتقة من كلمة أستا، وهي كلمة فارسية قديمة، معناها سند أو أساس أو معين أو النص الكامل، لكن أنسب ترجمة لكلمة أستا أنها تعني المتن، لذلك قال صاحب كتاب (معجم ديانات وأساطير العالم): "الأستاق هو المتن"، فكلمة الأستاق تعني المتن أو الأصل، وهو النص الذي يرجع إليه الزرادشتيون، ليأخذوا منه عقيدتهم وشريعتهم، وكان الأستاق يشتمل على واحد وعشرين سفرا، وكانت مجموعة الفصول التي تشتمل عليها هذه الأسفار ألف فصل، يحوي تفصيلا لعقائد الديانة الزرادشتية وعبادتها وشرائعها وتاريخها، وما اجتازته من مراحل تاريخية وتاريخ زرادشت، وقد فقدت جميع نسخ الأستاق بعد غزو الإسكندر لفارس، سنة ثلاثمائة وثلاثين قبل الميلاد، وفقدت معها تفاسيره والمؤلفات التي تشتمل على شيء من أجزائه.