التشابه جائز من غير أن يكون الشخصان شخصا واحدا، كما أن في إثبات هذه المعلومات شكا يجعل المرء يقف أمامها كأخبار لا دليل عليها.
ومن الحقائق الدينية أن الرسالة الإلهية تحتاج إلى برهان إلهي يؤكدها، وقد حدد القرآن الكريم أسماء خمسة وعشرين رسولا ليس منهم زرادشت، وأيضا فإن الأدلة الثابتة تؤكد أن زرادشت ليس هو إبراهيم -عليه السلام- لأن إبراهيم -عليه السلام- نشأ في بلدة أور ببلاد الكردان بينما زرادشت ولد بأذربيجان، ولأن إبراهيم -عليه السلام- رحل إلى مكة بينما زرادشت لم يرحل إلى بلاد الحجاز ولم تكن له بها صلة، ولأن إبراهيم تزوج من سارة وهاجر بينما زرادشت تزوج من امرأة واحدة هي هافوين، ولأن إبراهيم -عليه السلام- ظهر في القرن السابع عشر قبل الميلاد بينما ظهر زرادشت في القرن السابع قبل الميلاد، وكل هذا يؤكد أن زرادشت شخصية حقيقية وليس هو سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وليس هو من الرسل الآخرين، فلقد عرفوا جميعا بأسمائهم وحقيقتهم وإذا ثبت هذا فمن يكون زرادشت.
نقول: ولد زرادشت في مدينة أذربيجان الواقعة غربي بحر قزوين في منتصف القرن السابع قبل الميلاد، ويروى أن أباه كان يرعى ماشيته ذات يوم إذ تراءى له شبحان نورانيان اقتربا منه وقدما له غصنا مقدسا، وأمراه أن يحمل الغصن ويقدمه لزوجته لأنه يحمل في كيانه الطفل الروحاني فصدع أبوه بالأمر فحملت زوجته ليلتها به، وبعد خمسة شهور من الحمل أتت لأمه البشارات المتتالية، وعندما ولد لم يبك كسائر الأطفال وإنما قهقه بصوت عال اهتزت له أركان