ولذويهم، وعلى هذا الرأي فكل ما روي على لسان زرادشت اختلاق وتأليف سواء أكان منبعه دينا قديما أم وضعا بشريا محددا، والقائلون بهذا لا يجدون دليلا حقيقيا على ما ذهبوا إليه وكل ما يستدلون به ما يروى عن نشأة زرادشت وحياته، حيث يرون تشابها بين ذلك وبين أحداث تعرض لها رسل الله من أمثال إبراهيم وعيسى ومحمد -عليهم الصلاة والسلام- مما يدل على محاولة إلباس زرادشت ثوب الرسل.
وهذا الرأي لا يصح التسليم به لقيامه على الفرض المجرد من الدليل بينما الموضوع له أهميته، التي لابد لها من البراهين القوية والأدلة الساطعة، وأيضا فإن المكتشفات العلمية الحديثة تؤكد بطلان هذا الرأي، ومن العلماء من يرى أن زرادشت شخصية حقيقية وأنه كان رسولا مبعوثا، ويزعمون أنه هو إبراهيم -عليه السلام- الذي ورد ذكره في الكتب السماوية التوراة والقرآن الكريم، ويستدل هذا البعض بما ورد في سيرة زرادشت من أحداث تشبه بعض معجزات إبراهيم -عليه السلام- وبعض الأحداث التي حدثت معه مثل نجاة إبراهيم -عليه السلام- من النار بعد أن ألقي فيها، ومثل تأمله -عليه السلام- في الكواكب والنجوم ومثل دعوته إلى الإيمان بالواحد الخالق لكل هذه الظواهر ولجميع المخلوقات.
وهذه الأدلة لا تثبت مدعاها؛ لأن التشابه بين شخصين أو أكثر في بعض الأحداث أمر ممكن، كما أن من أحداث سيرة زرادشت ما يشبه بعض ما حدث مع موسى وعيسى ومحمد -عليهم الصلاة والسلام- مثل البشريات والإرهاصات العديدة التي جاءت لأمه أثناء مولده، ومثل نجاته بصورة معجزة من محاولات قتله المتكررة ومثل انتصاره على السحرة وإعجازه، ومثل هذا