الغضب لا يعرف شيئًا عن عظمته، وأجابه الإنسان الأول بعد ذلك مباشرة وقال: تعالى مع السلام، وأحضر أسباب الطمأنينة والسلام، وتكلم معه قائلًا كيف هي الأحوال مع آبائنا أو آلهتنا أبناء النور في مساكنهم".

لقد حددت تحية الروح الحية التباين بين وضع الحال للإنسان الأول وبين أصل الحقيقي وقدره، وأن أول سؤال يدل على قلق الإنسان الأول قد خص به أقرباءه أبناء النور، يعني: هل كانت تضحياته عديمة الجدوى، أم تم إنقاذه.

عودة الإنسان الأول القديم: مادة الروح الحية التي كانت بصحبة أم الحياة يدها اليمنى الإنسان الأول، حيث أمسك بها، وتم انتشاله من أعماق عالم الظلام، وارتفع عاليًا وعاليًا مع أم الحياة والروح الحية، وحلق مثل النور المنتصر المبنثق من الظلام حتى تمت إعادته إلى جنة النعيم مسكنه السماوي؛ حيث كان ينتظره أنسباؤه، كما أنه يوجد وصف آخر في تعليم المانوية يتعلق بهذه العودة، فقد جرى وصف هذه العودة في أحد المزامير المكتوبة كما يلي: كان ابنًا للأب الأول، وكان أميرًا ابنًا لملك، لقد سلم نفسه للأعداء، وتخلى عن ملكه جميعًا، ووضعه في القيود، وحزنت من أجله جميع المعاقل والممالك، وتوجه بالدعاء إلى الأم الحية، فتوسلت من أجله إلى رب الخليقة، إنه الابن الوسيم والبريء، فلماذا فعلت به الشياطين هكذا؟

ولسوء الحظ هنالك سقط في النص عند هذه النقطة، حيث كان من المفروض أن يكون هناك وصفًا لإنقاذ الإنسان الأول، ويستمر النص في نصحه له؛ ليجمع عناصره النورانية المبعثرة قائلًا: أجمع أطرافك، فلقد أعد الجمال السرمدي مطيته عن مظهر نوراني، ليبدأ زحفه، وأمسكته الأم وقبلته قائلة: ها قد عدت أيها الابن المنفي، أسرع واعبر إلى النور، فلطفك وعظمتك متلهفان إلى لقياها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015