وتزودنا كتابات المسيحية المعروفة باسم أعمال الأرشيلي على الرغم من أنها تعج بالكراهية والبغضاء، ومشوهة إلى حد ما بصورة حية عن نشاط ماني الخاص؛ حيث كان يشاهد بين الناس مرتديا سروالًا عريضًا وواسعًا لونه أصفر يميل نحو الاخضرار، وعباءة خضراء، أو زرقاء سماوية، وبيده عصا طويلة من الأبنوس، ويحمل تحت إبط يده اليسرى كتابًا بابليًّا.

إن هذه التجهيزات والثياب هي بلا تبرير موضحة في صورتي مرسومتين على جانبي الشكل النصف دائري، بارز في هيكل مثرافيدورا وهي الأصول المثيولوجية، لمثيولوجية مثرى، وعليه فنحن هنا أمام المظهر التقليدي الموروث لكهنة مثرى، وعليه عندما رأته الأعمال مرتديًا هذا الزي دعته كاهنًا لمثرى، وهناك كتابة عامة نقشت على عملة معدنية جاءت من شيرزين في جنوب بلاد بابل، نقشت بالمندعية، ومن المحتمل أن قراءتها كما يلي "ماني المعين من قبل مثرى" وهذه إشارة ثانية للصلة بين ماني ومثرى، هذا من جانب ومن جانب آخر نجد مما نستخرجه من معلومات من رسائل ماني، أن ذلك يعطيه مظهرًا آخر مختلف تمامًا ففي هذه الرسائل قدم ماني نفسه، وعرفها في كل مراسلة على أنه رسول ياسوع المسيح.

ويوضح هذا أن ماني أخذ في وقت ما فصاعدًا في إظهار نفسه ممثلًا للمسيح بشكل رئيسي، الأيام الأخيرة ونعرف أكثر قليلًا عن حياة ماني، خلال هذا الجزء الأكثر نشاطًا من حياته الدينية، ولا تصبح المعلومات أكثر تفصيلًا إلا قبيل نهاية أيام، فقد توفي شابور في منتصف شهر نيسان من عام مائتين وثلاث وسبعين من الميلاد، وخلفه على العرش ولده هرمز الأول، وفي الحال قدم ماني ولاءه وطاعته له، واتخذ الملك الجديد موقفًا نحو ماني ودينه كان فيه من التأييد والحماية والرعاية نفس القدر الذي كان فيه موقف أبيه، فجدد له كتاب التوصية الذي كان أبوه قد أصدره، وحصل ماني أيضًا على إذن خاص بالتقدم نحو بلاد بابل، ولم حكم هرمز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015