وتظهر أسطورة تدور حول ما وقع لمارأموا عندما قاومه رب حدود خراسان، وهي أنه وصل بالفعل إلى خراسان ذلك الإقليم الشرقي الكبير، ومارس هناك نشاطات التبشيرية، وبما أن اللغة الفرثية كانت هي اللغة الدارجة؛ فمن الطبيعي أنه كان على مارآموا أن يتقن هذه اللغة قراءة وكتابة.

وقد عرف إقليم أبروشهار فيما بعد باسم نيشابور، وقد كشف علماء الآثار الروس هناك عن مدونات فرثية. وهذا دليل على الموقف المهيمن الذي احتفظت به هذه اللغة مع كتابتها في هذا الإقليم الكبير، ولقد أدى تضمن البعثة التبشيرية على أمير فرثا باسم أرطبان إلى فرضيات بعيدة المدى، وإلى الشكوك في أن ماني قد وجه نشاطًا سياسيًّا مباشرًا ضد الحكم الساساني في إقليم خراسان الذي هو الوطن الأم للفرثيين، لكننا نستدرك من جانب أول ما نعرفه عن الملك الساساني شابور، وحسن تصرفه تجاه ماني ورعايته له؛ فنجد جميع الافتراضات من جانب القبائل الضعيفة لا يمكن الدفاع عنها.

وواضح من ناحية ثانية أن أصل ماني الفرثي قد وفر له فرصة ملائمة بشكل خاص في خرسان في إقليم أجداد الفرثيين القدماء، وأصبح إقليم خراسان الآن مركزًا هامًّا، ومنطلقًا للديانة المانوية للتوجه نحو الشرق الأقصى، وبدأ مشروع التبشير الثالث بقيادة أدى أيضًا، لكن برفق أرزاخيا في هذه المرة، وذلك بالتوجه سنة مائتين واحد وستين ومائتين واثنين وستين نحو مدينة كليكا بيتسلوك في إقليم بيت جلمائي، شرقي الدجلة، واعتمادًا على المدونات الشهداء المسيحين نستخلص أن هذه البعثة كانت ناجحة أيضًا إلى درجة أن ذكرى نشاط المانوية استمرت حية بعد قرن من الزمن تقريبًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015