كما قال: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} (الحشر: 6)، وقال: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ} (النساء: 9)، كذا قال ربنا: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} (القارعة: 6 - 9)
ولكن الفكر الهندي اتجه اتجاهًا خاصًّا لا يمكن التدليل عليه، ولا فهمه، وبخاصة بعد أن اضطر الفكر الهندي إلى تقرير أن الروح في الحياة الجارية مقطوعة تمامًا عنها في حياتها السابقة، فلا تعرف عنها شيئًا، ومعنى هذا أن الروح تنعم أو تشقى دون أن تعرف أسباب النعيم أو الشقاء.
خرافة القول بالتناسخ: ومما يؤخذ على الكهانة سواء في ذلك كهانة الوثنيين، أو أهل الكتاب الذين صارت بهم تقاليد الجمود إلى حالة كحالة الوثنية في تعليم الصور، والتماثيل، والتعويل على المعبد والكاهن في كل كبيرة أو صغيرة من شعائر العبادة إنها تجعل المتدين قطعة من المعبد، لا تتم على انفرادها، ولا تتم لها الديانة أو الشفاعة بمعزل عنه، والتناسخ يخلق وضعًا أعمق من ذلك في عدم الاعتراف باستقلال الشخصية، ما دام الإنسان حلقة من سلسلة مر بحلقاتها الكائن الحي، ونرى أن التناسخ يعارض بوضوح نظام الطبقات الدقيق الذي تقول به الهندوسية، فنظام الطبقات يحافظ على العرق والدم، والتناسخ ينقل الروح من طبقة إلى طبقة، بل من إنسان إلى حيوان أحيانًا، وبذلك اضطر بعضهم إلى القول بأن التناسخ يتم في حدود الصفة التي عليها الإنسان، فأرواح البراهمة تُنقل إلى البراهمة وأرواح العبيد تنقل إلى عبيد، وهكذا ولكن ذلك يُفقد التناسخ قيمته، فالمقصود من التناسخ هو تحقيق الجزاء نظير خير أو شر ارتكبته الروح في حياة السابقة، ولا يتم ذلك ما دام العبد سيبقى عبد، والسيد سيبقى سيدًا.