الوطني الياباني، بعد أن طعمت ببعض أفكار الشنتاوية، وخاصة فيما يتعلق بتمجيد الإمبراطور والأقداميين والأمة.

لقد استطاعت البوذية التي دخلت مسالمة إلى الجزر اليابانية أن تلبس معتقداتها الأصيلة حلة جديدة متميزة، وغنية بالأساطير، كما أنها أخلت مكانًا في لاهوتها، وفي عداد آلهتها لمذهب شنتو وآلهتها، ودمجت بوذا بأماتيير سو، وتركت مكان في معابدها للشنتو.

كان هذا عن انتشار البوذية كدين هندي في الصين واليابان، وأعود إلى دراسة مقارنة بين أديان الهند، قلنا: فيما سبق إن أديان الهند تسير في فلك واحد، وإن الهندوسية هي الدين الأم، وتتشعب منها أديان أخرى، ثم تعود إليها غالبًا في صورة أو أخرى.

وهكذا تلتقي أديان الهند في الاعتقاد بالكارما، وإن اختلفت هذه الأديان في تفسيرها وتلتقي تبعًا لذلك في القول بالتناسخ، وفي محاولة التخلص من تكرار المولد بقتل الرغبات والحرمان، وأديان الهند تتجه للتشعب، وتسعى كلها إلى الانطلاق أو النجاة النيرفانا، وليست مدلولات هذه بعيدة الاختلاف، ويصف بويش الارتباط بين أفكار بوذا وبين سواها من الأفكار الهندية بقوله: إن جوتاما لم يكن له أي علم ولا بصيرة بالتاريخ، ولم يكن لدي هـ شعور واضح عن مغامرة الحياة الفسيحة الكثيرة الجوانب في انطلاقها في أرجاء الزمان والفضاء، كا ن ذهنه محصورا في دائرة فكرات عصره وقومه، وقد جمدت عقولهم حول فكرات التكرار الدائم المتواصل.

وأبرز ألوان الخلاف بين أديان الهند يتضح في مسألة الطبقات: فقد قررتها الهندوسية ووضعت حدودًا حاسمة تفصل كلًّا منها عن الأخرى ولم تقل بها الجينية أو البوذية، ولكن أيًّا منهما لم تستطع أن تتخلص من النظام الطبقي في الحياة العملية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015