متأخرة في الظهور؛ إذ تأسست في بداية القرن الثامن بتأثير المدرسة التنترية، وتميزت بإدخالها الكثير من القصص الخرافية الصينية، وأكثرت من المناسبات الاحتفالية التي لقيت ترحيبًا من الصينيين.
يصف ويلد يوراند الصيني بقوله "لم يعرف التاريخ نفسًا أشد دينونة من نفسه" فأكثر ما يهتم به الصيني أن يعيش بخير في هذه الحياة الدنيا، إذا صلى فإنه لا يطلب في صلاته أن ينال نعيم الجنة، بل يطلب الخير لنفسه في هذا العالم الأرضي، وربما لهذا السبب لم تتمكن الديانات السماوية من الانتشار في البلاد الصينية؛ ففي الصين حاليًا حوالي خمسة عشرة مليونًا مسلمًا معظمهم من أصول غير صينية، وفي الصين أيضًا مليون مسيحي مع أن النصاطرة غزو البلاد وبشروا بالمسيحية منذ أكثر من ألف سنة في عهد إمبراطور ناي دوزونج حوالي عام ستمائة وست وثلاثين من الميلاد، وكان رجاؤهم أن تعم المسيحية جميع أرجاء بلد الصين ونسبة معتنقي المسيحية في الصين واحد في المائة فقط.
وديانة الصيني خليط من الطاوية والكونفشوسية والبوذية، وليس عنده أيُّ موقف من هذه الديانات الثلاثة، ولذلك لم تعرف الصين حروبًا دينية في أي وقت من تاريخها على غرار ما كان يحصل في الشرق الأوسط، وأوروبا وأمريكا، فالصيني عملي ومتسامح، ويعتقد ببساطة متناهية أنه ربما كان رجال الدين لأي دين انتسبوا على حق، وربما كان هناك جنة وخير للإنسان أن يقبل بكل ما تقوله الديانات، ولا ضير عنده في استدعاء رجال دين من كل الطوائف، واستئجارهم ليقيموا احتفلات تأبينية عن روحه، وليتلو الصلوات ويتمتموا بالأدعية على قبره،