السلحفاة، وحيدًا فريدًا كقرن الخرتيت، حرًّا كالطير، جسورًا كالفيل، قويًّا كالثور، مهيبًا كالأسد، ثابتًا كالجمل، عميقًا كالبحر، وديعًا كالقمر، بهيًّا كالشمس، طاهرًا كالإبريز.

ووصل مهاوير إلى حالة الذهول وعدم الإحساس بما حوله، وأفنى كل اتجاه مادي، فحصل من درجات العلم على الدرجة الخامسة، وهي درجة العلم المطلق، ونيل البصيرة أو النجاة، وبعد سنة أخرى من الصراع والتأملات فاز بدرجة المرشد، أو ترسانكارة؛ وبهذا بدأ مهاوير مرحلة جديدة هي الدعوة لعقيدته.

وقد اتجه أول الأمر إلى أسرته وعشيرته فاستجابوا له، ثم استجاب له أهل مدينته، وأخذت دعوته تنتشر بين الملوك والقواد الذين رأوا في هذه الدعوة ما يعبر عن خواطرهم في الثورة على البراهمة وسار في دعوته بنجاح حتى بلغ الثانية والسبعين، فنزل مدينة بنابوني في ولاية بتنا فألقى على الناس خمسة وخمسين خطبة وأجاب عن ستة وثلاثين سؤالًا غير مسئولة، ولما تمت خطبه حان أجله فقضى نحبه سنة خمس وسبعين وعشرين قبل الميلاد.

في خلوة وحيدًا فتحرر من قيود الحياة وتسلسل الولادة والشيخوخة والموت، وترك تراثًا ضخمًا من الوصايا والحكم والفلسفات جديرة بالتقدير.

جينا الرابع والعشرون:

ويرى الجينيون أن الجينية مذهب قديم جدًّا وأنه قد تم نضجه على يد أربع وعشرين من الجينين، وكان جينى الأول اسمه رساب ها وقد ظهر منذ أمد بعيد ولا يحفظ التاريخ عنه شيئًا، ولا ترتبط به إلا بعض الأساطير، وتتابع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015