وتتكلم كل الفرق عن التناسخ وارتباطه بالكرما، ولكن بعض الفرق ترى تناسخ النوع الإنساني مقصور عليه، والتناسخ الحيواني مقصور عليه، فلا تنتقل روح من إنسان إلى حيوان، ولا العكس، وتزيد فرقة أخرى في تضييق دائرة التناسخ، فترى أن روح العالم تنتقل إلى صانع وهكذا.

ب- انتشار البوذية:

انتشرت البوذية في عهد بوذا انتشارًا واسعًا بين الطبقات العليا، والطبقات الدنيا.

أما طبقة الملوك والجنود: فقد دخلت البوذية تخلصا من سلطان البراهمة الذين أثاروا سخط جميع الطبقات الأخرى باستبدادهم وتعسفهم، أما الطبقات الدنيا: فقد دفعت بنفسها إلى البوذية؛ لتتخلص مما عانته في رحاب الهندوسية من اضطهاد واحتقار، ولكن البوذية بدأت تنكمش بعد بوذا.

وقد سبق أن ذكرنا: أن من أهم أسباب انكماشها أنها لم تعنى بالكلام عن الإله بعبارة أخرى تركت فراغًا كبيرًا في نفوس أتباعها، وبمرور الزمن ملأ أتباعها هذا الفراغ بآلهة الهندوس، أو بعابدة بوذا نفسه، أو واتخاذه إلهًا، ويتصل بهذا أيضًا أن بوذا لم يبنِ معابد، ولم يأمر أتباعه بممارسة أي لونٍ من ألوان العبادة؛ بسبب هذا لجأ أتباع بوذا إلى معابد الهندوس فوضعوا فيها تمثال بوذا. وأصبح كل ما زاد هو إله جديد أضيف إلى آلهة الهندوس المتعددة.

والعقل الهندي يرحب بالمزيد من الآلهة، وهكذا أخذت البوذية تتلاشى في الهندوسية، وأخذت الهندوسية تمتصها، وتمتص أتباعها يومًا بعد يوم وكان سبب ضعف البوذية في الهند -بالإضافة إلى ما سبق-: أن البوذية اهتمت بإصلاح الباطل، أي: إصلاح الأخلاق، فحاربت الشهوة، والغور والكبرياء، وألزمت بالشعب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015