تمثال بوذا بين آلهة الهندوس ولم يعارض الهندوس؛ لأن العقل الهندي كما قلنا من قبل لا يضيره أن يضم إلهًا جديدًا إلى ما يعترف به من آلهة وبمرور الزمن ذهب تمثال بوذا إلى آلهة كثيرة، وذهب أتباع البوذية بين الهندوس فلم يعد للبوذية شأن في شبه القارة الهندية، وبجوار تمثال بوذا انتعش آلهة آخرون في البلدان الأخرى التي دخلتها البوذية، فظهر في اليابان تمثال الإله "شنتو" وفي الصين ظهر تمثال الإله "تاوسي".

البوذية وفلسفة اليوجا:

إن عقيدة بوذا في آلهة الهندوس ليس إلا عودًا إلى تفكير الجنان يوجا الذي يرى في كل الديانات، وفي كل الفلسفات حق، ولكن هذا الحق ليس سوى ذرة من الحق الأعظم الكامل، فهذا المذهب لا يعترض على دين، أو فلسفة، ويرى أن أي دينٍ، أو فلسفة ليس هو كل شيء، وليس هو كل الحق، ومعتنق هذا التفكير لا ينتمي إلى دينٍ أو مذهب؛ لأنه يرى أتباع كل الديانات المختلفة إخوة له مهما اختلفوا؛ فجنان يوجا مذهب يتسع لمعتقدات الجميع، ويأبى أن يتقيد بقيود أي منها.

اليوجا خدعة ضد الدين والوطن:

ويجب أن نقرر بشدة أن إثارة هذا المذهب والدعاية له ترمي إلى محاربة الإسلام بطري غير مباشر وقد رأيت هذه المحاولات في عدة بلاد فالإسلام هو القوة التي قهرت المنصرين المسيحيين والبوذيين؛ فإذا صرفوا الناس عنه بطريق، أو بآخر ولو باسم الجنان يوجا التي تتسع لكل المعتقدات، ولا تتقيد بقيود، أي: منها إن هذا كسب له عظيم، وبعد أن يصرف المسلم عن الإسلام بهذه الحيلة البارعة يمكن نقله إلى التشكيك فجذبه إلى دائرة أخرى؛ فليحذر المسلم اليوجا، ومداخلها ودعاتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015