تخلص من أناه وأنانيته بالأعمال الطيبة، والجودة واللطف، والعطف، والتساهل المستمر، نتوصل إلى طريق الخلود، وبالمحبة، والرحمة نصلح أنفسنا، ونجعلها تصل إلى الكمال.
قول البوذا هذا يعني: أن بلوغ الكمال والخلود وكلاهما يكون خاليًا من الألم يكون بتطبيق القواعد الأخلاقية السليمة والحقيقية لذلك فإن الإنسان المحب يجد طريق الخلاص، وهو يشبه المحارب القوي الشهم الحازم، ويشبه أيضًا المحارب الحاذق الماهر المُدرب، ويشبه كذلك بطلًا منازلًا مجاهدًا قويًّا، وحكيمًا في أداء مهمته.
ويعظ بوذا الرهبان ويدعوهم إلى ترك الأنا، وهي المسببة للألم، فيقول لهم: ولكن بما أنه يوجد أعمال؛ ولأن هذه الأعمال تدوم أعطوا كل عنايتكم للأعمال إن المقصد الأسمى للإنسان هو وضع حد للألم، ولن يكون له ذلك ما لم يعرف بذر الألم أي أصله، وهو الأطماع، والأهواء، والميول، والعطش إلى الحياة، ولا بد له أيضًا من معرفة الطريق المقدس ذي الشعب الثمانية السابق ذكرها لإزالة الألم، وعندما يعرف الإنسان الشريف جذر الألم، والطريق إلى إزالته، ويسير عليه رافضًا كل الأهواء والميول الشريرة، وهادمًا فكر الكلمة أنا أكون، وتاركًا الجهل، ومتوصلًا إلى الاستنارة يكون قد وضع حدًّا نهائيًّا لكل ألم في هذه الحياة.
ومن ثم ستكون لنا وقفة -إن شاء الله تعالى- مع الأخلاق البوذية، هذا وإن الهدف المباشر لأخلاق البوذية هو بناء إنسان يكون سيد نفسه، وصالحًا، وطاهر القلب أما الهدف الأقصى، فهو تهيئة الإنسان لبلوغ حالة الفكر الهادئ الذي تخلص من فكرة الأنا، وليدخل في سلام الخلود.