ج) نار الشهوة وكيف تُطفأ: إن الحياة كلها من الولادة إلى الموت لهيب وحريق، إنها نار الشهوة، ونار البغض، والعداء والهوى، ومن هم أولئك الخدم الذين يشعلون هذه النيران، العواطف الستة والحواس الستة، إن العين ترى الأشياء الجميلة مزخرفة اللون، والأذن تسمع الأصوات الحلوة، والأنف يشم الروائح الطيبة، واليد تشعر بنعومة الريش، أو الحرير، الفم أو الحلق يقول: إن ثمر المانجو هذا لذيذٌ حقًّا.

والقلب يتأثر بالأشياء المرغوبة، هؤلاء هم العبيد الستة الذين يسعون لتنفيذ أوامر سيدهم، فيجمعون الحطب فتزداد النيران اشتعالًا، ولكن هناك فريقًا لإخماد هذه النار، اتبعوا الصراط السوي النير، إن هذا الصراط مستقيم لا عوج فيه.

أما بابه فهو تطهير الذهن ونهايته السلام والحنان لكل الخلق من الأحياء، إن الذي يسلك هذا الصراط لا يقول: إنني أنا، وذلك الإنسان غيري، ولذلك ففيه نفعه خسارته كلا، بل هو يقول يجب علي أنا الذي فزت بالبصيرة أن أشعر بالحب والحنان، لكل الخلق الذين قيدوا بهذه الأغلال، أغلال العلة، وتعدد الحياة، ولقد كسرت أنا هذه الأغلال بنفسي بقلع الشهوة من قلبي فيجب علي الآن أن أسعى للكل؛ فأجعلهم أحرارًا.

"النيرفانا":

في الهندوسية ما يُسمى بالانطلاق، وفي الجينية ما يُسمى بالنجاة، أما في البوذية فنتكلم عن النيرفانا، والكرما، والتناسخ أساس لأديان الهند كما سبق القول، والطريق واحد تقريبًا في هذه الأديان للتخلص من تكرار المولد، وهذا التخلص هو أسمى ما يتطلع له الهنود وذلك الطريق يتمثل بوجه خاص في قتل الشهوات الرغبات، والتوقف عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015