قلت: روما تصدعت، فترى شطرًا من القوم في عداوة شطري
بطلاها تقاسما الفلك والجيش، وشب الوغى ببحر وبري
وإذا فرق الرعاة اختلاف علَّموا هارب الذئاب التجري
فتأملت حالتي مليًّا وتدبرت أمر صحوي وسكري
فتبينت أن روما إذا زالت عن البحر يسد فيه غيري
كنت في عاصف سللت شراعي منه فانسلت البوارج إثري
فنسيت الهوى ونصرت "أنطونيوسا" حتى غدرته شر غدري
علم الله قد خذلت حبيبي وأبى صبيتي وعوني وذخري
موقف يعجب العلا كنت فيه بنت مصر وكنت ملكة مصر.
وهذه السياسة القاصرة المستبدة من جانب كليوباترا -كما صورها شوقي- لا يمكن أن تقنع أحدًا بوطنيتها.
هذا ما قاله الدكتور هلال، وأنا أشاطره الرأي، كما عبرت عنه بكل وضوح في درس من الدروس السابقة قبل قليل.
على أنّ الفكرة في ترك البطلين يقضي كلاهما على الآخر مأخوذة كذلك من "درايدون" إذ إنه يترك شخصية شخصيات مسرحيته يقول: لو كان لي ما أريد لوددت أن يُهلك هؤلاء الجبابرة المسيطرون على البشر من كل جنس بعضهم بعضًا بسيفه، ولكن ما دامت عزيمتنا تابعة لقوتنا العرجاء علينا أن تبع واحد منهم نعلوا معه أو نهبط.
ولكن شوقي يجعل هذه الفكرة محور سياسة كليوباترا في مسرحيته، في حين يذكرها "دريدون" فكرة عابرة على لسان شخصية ثانوية،