تستقدمه من آق شهر إلى العاصمة يومئذ قنيا. وكان عفيفًا زاهدًا، يحرث أهله ويحتطب بيده، وكانت داره محطًّا للواردين من الغرباء والفلاحين.
ويُذكر أن وساطته أنقذت بلدته من "تيمور لانك" الجبار الطاغية المغولي في القرن الرابع عشر الهجري، أما زمنه فالراجح أنه كان في عهد السلطان "أور خان" وظل حتى عهد السلطان "نيل درم" أي: في أوائل القرن السابع من للهجرة، وعاش إلى سنة ستمائة وثلاث وسبعين هجرية، وتوفي عن نحو ستين عامًا، وقبره الآن في تركيا ومكتوب عليه نصر الدين خوجا المشهور بجحا.
وقد أوحت رواية "لوليفر دي جحا، لو سيبل" جحا العبيط التي صدرت سنة ألف وسبعمائة وثماني عشر بقلم أديس و"جوزيبوفيسي" للمخرج "جاك بارتيه" بسيناريو فيلم يدعى جحا، قام ببطولته الممثل المصري عمر الشريف، والإيطالية "كولديا كارندالي" وتم عرضه في دور الخيالة عام ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين ميلادية، كما عرضت الصين ما بين عام تسعة وسبعين، وثمانية وثمانين وتسعمائة وألف أربعة عشر حلقة عن جحا بعنوان "حكايات أفندي".
وثَمّ كتابٌ عن جحا ألفه الكاتب الروسي "يونيل سوليفيف" عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين، صور فيه جحا شخصًا جوالًا يفر من الحكومات الظالمة، التي تُرهق الناس بالضرائب والمكوث العبثية في غير مقابل من الخدمات تؤديه الحكومات لمواطنيها، التي تفدحهم بها، وهناك كتب كثيرة للأطفال تدور حول "جحا" منها على سبيل التمثيل: (حكاية جحا والحمار)، و (حكاية جحا القاضي) لمنصور علي عرابي، و (حكاية جحا الفيلسوف) لإيمان عرابي عبد العزيز، و (جحا والسلطان) لأحمد بهجت.
كما دخل اسمه الأمثال الشعبية من مثل: "جحا أولى بلحم طوره" و"مسمار جحا"، "بلدك منين يا جحا إللي فيها مراتي".