في أن يمدنا بأسماء تلك الكتب الكثيرة التي يقول: إنها ترجمت من الفارسية إلى العربية. والملاحظ أنه لم يذكر إلا "الشهنامة"، وبِضْعَ فقراتٍ كتبها ابن المقفع وفقدت، فأمّا "الشهنامة" فليست تاريخًا، بل أدبًا من أدب الملاحم بكل ما تنطوي عليه الملاحم من خرافات ومبالغات وخيالات وتفصيلات وطنية، وهو نفسه يقول في الهامش: إن التاريخ عند الإيرانيين كان يختلط بالأسمار والحكايات الخلقية، وقواعد السلوك العامة، فضلًا عن تخلف النقد التاريخي في تلك المؤلفات.
وأما ما فُقِدَ فليس دليلًا على شيء، إذ متى كان المفقود الذي لا وجود له يصلح اتخاذه دليلًا"، ولا ريب أن هذا كله من شأنه بذر بذور الشك فيما بيننا فيما قاله الدكتور هلال، وبخاصة أنه قد قاله اعتمادًا على مقال كتبه المستشرق الهولندي "دي خويه" في طبعة عام ألف وثمانمائة وثمانية وثمانيين، من دائرة المعارف البريطانية؛ فهو إذًا ليس كلامه بل كلام أحد المستشرقين، ولما يُحاول هو أن يسند هذا الكلام ببعض الشواهد التي تعضده؛ فبقي مجرد ادعاء لا دليل عليه وبالذات حين يجعله من "الشهنامة"، وتلك الفقرات المقفعية المفقودة كتبًا كثيرة حسب تعبيره. وفضلًا عن ذلك لم يحاول أن يذكر لنا عنوان المادة التي استقى منها هذا الادعاء، أو رقم الصفحة، واكتفى بذكر المجلد ليس غير، ثم مَن قال: إنّ الفرس كانوا يتسمون بالإيرانيين كما يتعامل هو معهم هنا، إنّ هذه تسمية حديثة، يُسقط الحاضر على الماضي بهذا الشكل غير المسوغ.
وفي نفس الموضوع يتوقف الدكتور هلال بإزاء ترجمة كتاب الطبري (تاريخ الأمم والرسل والملوك) إلى اللغة الفارسية، إذ ترجمه الوزير الفارسي الساماني أبو