ومن شأن قصص الحيوان عند محمد عثمان جلال قوله:
قد وقعت في يد شخص حية ... ولم تكن ميتة بل حيه
ورام أن يكسر منها الراس ... وأن يريح من أذاها الناس
أدخلها كيسًا وقال: ذوقي ... لأحرمنك المشي في الطريق
لأن من دأبه الخيانة ... لا يستحق الحفظ والصيانه
منكرة الإحسان والمعروف ... مثلك حقًّا بالهلاك كوفي
قالت له: ما خان بين العالم ... وخاس بالعهد سوى ابن آدم
وإن يكن ما قلت غير الحق ... فأمر بتضييعي أو بشنقي
قال لها الإنسان: إن المدعي ... بلا شهود عندنا لم يُسمع
قالت: من الشهود عندي عشرة ... وقد أشارت وقتها لبقرة
ومذ أتت كلفت الشهادة ... ونطقت على خلاف العادة
قالت: كلام الحية الصواب ... كل سؤال وله جواب
أما ابن آدم فمثل الجمرة ... لا يحفظ العهد ولو في تمرة
يا طالما أطعمته من زبدي ... ولحم آبائي ولحم ولدي
وأنزلوا الحرث وآتي النورجا ... وإن رجوت راحة خاب الرجا
بل بعد كدي وانبرى ضلوعي ... أُربة ظلمًا بالظما والجوع
قال لها الإنسان: أنت كاذبة ... قالت له: سل ابن عمي شنذبه
فجاء وهو الثور في كليله ... وحوله من المواشي عيله
وقال: قد سمعت ما تقول ... وشاهدوا من جسمي النحول
إني وأهلي لم نزل في الخدمة ... عند ابن آدم الخئون النعمة
يأكل من لحومنا ما يشتهي ... وقط عن عذابنا لا ينتهي