كلفت بكهل أحرز الأرض سيفه ... وحِيزت له الدنيا من الجنبات

إذا هب من غرب البلاد تلفتت ... بلاد بأقصى الشرق منذعرات

تعثر حظي بعد طول سلامة ... وأقلع نَجمي بعد طول ثبات

ومن يمشي في ورد الأمور وشوكها ... يعد الخطى أو يحسب العثرات

كذلك من الغريب أيضًا بعد موتها أن ينقلب أوكتافيو، الذي كان قد أغراها من قبل بالتخلي عن أنطونيو في الحرب، وإسلامه إياها له، فيمجدها هي وأنطونيو، ويأمر بدفنهما في قبر واحد قائلًا: إنه ليس ثمة قبر في الدنيا يضم مثل هذين الحبيبين، فضلًا عن أن يتم الدفن بمراسم رسمية تكريمية، كما هو الأمر في المسرحية الشكسبيرية، وبالمثل نرى أوكتافيو في مسرحية شوقي يغير موقفه من أنطونيو فور تحققه من موته، ويشرع في تمجيده ويوصيه بكل كريم من الفعال، كما هو الحال في المشهد التالي حين جرى على كيلو باترا، وجرى الحديث بينهما على هذا النحو:

أوكتافيوس:

سلام ملكة الوادي ... سلام كاهن الملك

يقول الناس: أنطونيو ... هنا لم يبتعد عنك

كليوباترا:

نعم لم نفترق بعد ... وإن أمعن في تركي

وهذا الجسد الفاني ... جلاء الريب والشك

أوكتافيوس:

إذًا قد قضي الأمر ... وصار الليث للهُلك

كليوباترا لا تخشي ... فلن آخذه منك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015