الناس بالصلاة، لا نقبل منه أن يكتب قصيدةً أو قصةً أو غيرَ ذلك من الإبداعات الأدبية يحرِّض الناس فيها على ترك الصلاة، أو يسخر من المصلين، وهكذا.

قد يقال: إن الأدب والفن لا يزدهران إلا في جو الحرية!! فنجيب: بأن الحرية المطلقة لا وجود لها في أي مكان من العالم، والذين ينادون بهذا إنما يريدون التفلت من قيم الإسلام إلى قيم أخرى يريدون نشرها تحت ستار حرية التعبير، وهذا واضح مفهوم، رغم كل الغبار الذي يثيره هؤلاء في أعيننا كي لا نطلع على ما يخططون له.

ومن الناحية اللغوية: فالمعروف أن العربية الفصحى كانت هي أداة الإبداع العربي على مر العصور، لا يعرف أداة غيرها، اللهم إلا في الزجل الأندلسي تقريبًا، وفي بعض خَرْجات الموشحات الأندلسية التي تختلط فيها بعض الكلمات الأجنبية بالكلمات العامية. ثم جاء العصر الحديث فأُثيرت مسألة الكتابة بالعامية، وتولى كِبر الدعوى إليها على حساب الفصحى طائفة من عُتاة المستشرقين، الذين لا تهمهم المسألة بذاتها قليلًا أو كثيرًا، لكنهم إنما يرمون من وراء ذلك إلى القضاء على لغة القرآن؛ لتمزيق الروابط التي تصلنا بالتراث وبكتاب الله وأحاديث رسول الله، ومن ثم ننسلخ عن ماضينا وهويتنا، ونضحي أمساخًا مشوهةً لا هم لها إلا تقليد الغرب في كل شيء.

ثم سَرعان ما رأينا بعضَ الكتاب من الأدباء والنقاد يزينون لكتاب القصص والمسرحيات الصناعة العامية في الحوار، بحجة الحفاظ على الواقعية وصدق التصوير، ثم تتابعت الكتابات التي تفعل ذلك وكثرت نسبيًّا، وإن كان هناك في ذلك الوقت أدباء كثيرون وبخاصةٍ من ذوي القامات والمواهب العالية، لا يزالون يلتزمون الفصحى في كل شيء: سردًا، وحوارًا، ووصفًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015