ونفس الشيء يفعله الغرب في ميدان الثقافة والأدب، لنأخذ مثلًا ما يصنعه مع أي مبتدأ من شداة الأدب في عالمنا العربي، يتمرد في كتاباته على الإسلام والعروبة، وينشر القيم الانحلالية في أدبه، إنه يغدق عليه المال والشهرة، ويفتح له أبواب المناصب على مصراعيها أمامه، في الوقت الذي لا يتمتع بعشر معشار ذلك أي أديب أو كاتب يعتز بدينه وعروبته ويحرص على قيمه الأخلاقية، ولا يشنع على أمته، فيتهم تقاليدها الدينية الطاهرة بالتخلف والظلامية، وما إلى هذا من قاموس السخف والتنطع، الذي الذي مرضنا على سماع مفرداته منذ وقت طويل حتى مللناه مللًا كبيرًا.

وكل مطلع على ما يجري في الساحة الفكرية والأدبية، يروعه كم الهجمات الضارية التي تشنُّ على الإسلام كل يوم بل كل ساعة، والتهم جاهزة على الدوام، والكذب مباح، بل فرض حتى ينجزوا ما يتغيونه من أهدافه شيطانية. والغرب مشهور بأنه لا يتذوق ثقافة التفاهم مع الآخرين، إنه في الغالب لا يفهم إلا لغةَ العنفِ والدمِ والصدامِ المروعِ، إنه يريد اقتلاع الإسلام وإحلال النصرانية محله، رغم أنه هناك لم يعودوا يبالون بالدين، ولا يرون في النصرانية غالبًا سوى خرافات عفى عليها الزمن.

لكن عند سماعهم اسم الإسلام يعتريهم لون من الخبال لا يصلح مع الطب الذي نعرفه.

ثم هل من المتوقع -ولا نقول: هل من الأفضل- أن تختفي الخصائص القومية والبيئية التي تميز أدبًا عن أدب في ظل العولمة التي نتحدث عنها؟ هل من المتوقع أن يسود العالم كله أدب واحد له طعم واحد، ويدعو إلى ذات القيم، ويهتم بنفس القضايا، ويتوصل لنفس النتائج؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015