ميسم قوتها الذي يستعبد الجميع.
ذلك المعدن البراق الذهب.
أمام جبروته يسجد العظام الأذلاء.
والموسرون الضعفاء.
والمتكبرون البؤساء.
وكذلك فعل السياب في "المومس العمياء" فالبغاء مرض اجتماعي ينتج عن توزيع الثروة بين الناس:
المال شيطان المدينة.
لم يحظَ من هذا الرهان بغير أجساد مهينة.
فغصت في أعماقهن يعيد أغنية حزينة.
المال شيطان المدينة.
رب فاوست الجديد.
جارت على الأثمان وفرة ما لديه من العبيد.
ويستمر مكارم قائلًا: إن هذه العلاقة بين سوء توزيع الثروة والبغاء، قد استشفها السياب من حاشية كتبها "شيلي" على قصيدة (الملكة ماب) فيها حديث عن شغفنا بالمعادن الثمينة، وما يجره ذلك الشغف من انقسام الأمة إلى فقراء وأغنياء، وما ينشأ عن ذلك من ضرر اجتماعي، فالبغاء -مثلًا- نتيجة لنظام الزواج الخاضع لقوانين جائرة، قامت لتخدم المجتمع التجاري الذي يربط ما بين الرجل والمرأة بكونها س لعةً، وقد ذكر عدنان مكارم أن قصيدة "شيلي" "أنشودة للريح