العربية إلى لغتهم، كذلك فحين حاول الشعراء الفرس تكوين القصيدة الفارسية لم يجدوا أمامهم تراثًا من لغتهم يمكنهم الاسترشاد به، فاتجهوا نحو النثر والشعر العربيين، حتى إن الشعر الفارسي لينظم حتى الآن على أوزان الشعر العربي، وتضيف في كتابها (فروخي السيستاني، عصره وبيئته وشعره) أن التعصب القومي لم يمنع الفرس أن يأخذوا أشياء كثيرة عن الثقافة العربية، بحكم ضرورة نشأة الأدب الفارسي الوليد بجوار هذا الأدب العريق.

وتقول عن "السيستاني" الذي ولد عام 360 هـ وعاش نحو 69 عامًا: إن قارئ قصائده يُصاب بالدهشة، إذ لو حذفنا المسميات الفارسية من شعره لوجدنا أنفسنا أمام شعر عربي مترجم إلى الفارسية، وتدلل على ذلك بأبيات كثيرة من قصائده، فهو يصف ممدوحه بأنه أكرم من حاتم الطائي:

يا من أنت في المحافل ... أكرم من مائة حاتم

كما يتخذ من "عنترة بن شداد" مثالًا للشجاعة:

مبارزون يحاربون بالسيف على قمة الجبل ... ولكل واحد منهم مائة عبد مثل عنترة

ويقول لممدوحه: إنه رغم طول معلقة امرئ القيس، فإنها حين تقال في مدحه تصبح قصيرة مثل "قوافي المثنوي" لجلال الدين الرومي: إن الشعر الذي يكون أطولَ من شعر "قفا نبكي" إذا قيل في مدحه يكون قصيرًا، بل أقصر من قافية الشعر المثنوي.

وذلك في إشارة إلى مطلع "معلقة امرئ القيس" الذي يقول فيه:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل

كما أخذ من أبي تمام فكرة مطلع "قصيدة عمورية":

طور بواسطة نورين ميديا © 2015