وفي "مسرحية محمد" نراه يظهر اهتمامًا خاصًا بعقيدة التوحيد الإسلامية، التي يؤكدها على لسان النبي العظيم في مناجاته لربه تحت قبة السماء المرصعة بالنجوم، ارتفع أيها القلب العامر بالحب إلى خالقك؛ كن أنت مولاي، كن أنت يا من تحب الخلق أجمعين، يا من خلقتني، وخلقت الشمس والقمر والنجوم والأرض والسماء.
وقد ظل جُوته حتى آخر حياته، يُؤمن بهذا كله، ومن ذلك ما كتبه حين كانت زوجة ابنه مريضة بمرضٍ خَطير لا يسعني أن أقول أكثر من أني أحاول هنا أن ألوذ بالإسلام، ومنه أيضًا رده على صديقة التمست منه النصيحة، بشأن وباء الكوليرا المنتشر آنذاك في مشارق البلاد وغربها: "ليس بوسع امرئ أن يقدم النصح لامرئ آخر في هذا الشأن؛ فليتخذ كل إنسان القرار الذي يناسبه، إننا جميعًا نحيا في الإسلام، مهما اختلفت الصور التي نقوي بها عزائمنا".
ومنه كذلك وصفه لكتابٍ كان أحد أصدقائه أهداه إياه بأنه يحفز على التفكير في كل الآراء الدينية الرشيدة، وأن الإسلام لهو الرأي الذي سنقر به نحن جميعًا، إن عاجلًا أو آجلًا.
وفي "الدّيوان الشّرقي للمؤلف الغربي" نقرأ هذه الأبيات التالية التي تقترب جدًّا جدًّا جدًّا من القرآن الكريم: "لله المشرق، لله المغرب، والأرض شمالًا، والأرض جميعًا تسكن آمنة ما بين يديه، هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في البر والبحر، ولكي تنعموا برؤيتها، وتنظروا إلى السماء، من حماقة الإنسان في دنياه أن يتعصب كل منا لما يراه، وإذا كان الإٍسلام معناه أن لله التسليم؛ فعلى الإسلام نحيا ونموت نحن أجمعين، ويسوع كان طاهِرَ الشُّعور ولا يؤمن في أعماقه إلا بالإله الواحد الأحد، ومن جعل منه إلهًا فقد أساء إليه، وخالف إرادته المقدسة.