ربيعة، ولنستمع من شعره إلى هذه السطور من قصيدة، "الزرزور" تلك التي يقول فيها:
طر أيها الزرزور محلقًا ... واغدو في الصباح مبكرًا
توجه نحو بلد تلتقي فيه ... محبوبة لي هناك تجدها وتراها
ومهمتك هي أن تقول له مستفسرًا في نفس الوقت: لماذا خانت عهدها؟
ويمضي الدارس مبينًا كيف كانت الرياح عربية إسلامية، تهب على شبه الجزيرة الإيطالية من الشمال والجنوب معًا، من التأثير التروبادوري أولًا، ومن صقلية حيث النفوذ "النورماندي" وأن ثمة ما يشبه الإجماع بين دارسي "دانتي" على أنه استمد أصول فنه من مصادر عديدة، كان من أبرزها الشعر التروبادوري إذ كان يعرف لغة مبدعيه، معرفة ممتازة، ساعدته على تذوق شعرهم.
كذلك كانت المرأة "البروفنسالية" المثقفة كما يقول بريفو: مثل المرأة العربية بعامة تلهم مشاعر الشعراء، وتثير بطولة الفرسان، وتأثر العظماء بأدبها وجمالها، وتقول الشعر، ويحتكم إليها مبدعوه، وتسير بذكرها الركبان؛ فيتمناها كل من أحس بنفسه نخوة الرجولة.
وقد أسهمت المرأة "البروفنسالية" إسهامًا قويًّا في نشر تقاليد التروبادور المستلهمة من الشعر العربي الأندلسي، في أنحاء أوربا بين أمثال الأميرة "ألنور" حفيدة "جيوم التاسع التولوذي" والأميرة "كنستانس" بنت ملك "أراجون ألفونصو الثاني" أما الأميرة إيلونور" فكانت وراء قدوم العديد من الشعراء التروبادور "البروفنساليين" إلى انجلترا، وبالتالي وراء التأثير الإسلامي في الشعر الغنائي الإنجليزي في العصور الوسطى، وفتحت قصرها ملتقى للأدباء والشعراء، والفنانين القادمين من