قمر: لمن غيره إذن؟

شهرزاد: لنفسي.

قمر: لنفسك! ماذا تعنين؟

شهرزاد: أعني أني ما فعلت غير أني احتلت لأحيا.

ويعود شهريار من لدن الساحر كاسفًا مقهورًا، شاعرًا بالفناء ككل قوة في نهايتها. وتحاول شهرزاد أن تسترده من قلقه وحيرته، وتقول له: إنها جسد جميل وقلب كبير، فيقول: سحقًا للجسد الجميل والقلب الكبير، ويكون بينهما حوار طويل، تتخلله هذه القطعة:

شهريار: ما عدت أحفل بك ولا بشيء.

شهرزاد: تُشيح بوجهك أيها الأعمى! لو كانت تبصر قليلًا!

شهريار: لقد أبصرت أكثر مما ينبغي.

شهرزاد: أنت غافل يا شهريار.

شهريار: أنا أطلب شيئًا واحدًا.

شهرزاد: ما هو؟

شهريار: أن أموت.

شهرزاد: لماذا؟ ما الذي بك؟

شهريار: ليس في الحياة من جديد، استنفدت كل شيء.

شهرزاد: الطبيعة كلها ليس فيها لذة تغريك بالبقاء!

شهريار: الطبيعة كلها ليست سوى سَجَّان صامت يضيِّق عليَّ الخناق.

شهرزاد: أقسم أنك جُننت، أجهدت عقلك حتى اضطرب، أي سر تبحث عنه أيها الأبله؟ ألا تراك تضيع عمرك الباقي وراء حب اطلاع خادع؟

شهريار: ما قيمة عمري الباقي؟ لقد استمتعت بكل شيء وزهدت في كل شيء.

شهرزاد: وهل تحسب هذا هو السبيل إلى ما تطلب؟ بل مَن أدراك أن ما تطلب موجود؟ أترى شيئًا في ماء هذا الحوض؟ أليست عيناي أيضًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015