قمر: لمن غيره إذن؟
شهرزاد: لنفسي.
قمر: لنفسك! ماذا تعنين؟
شهرزاد: أعني أني ما فعلت غير أني احتلت لأحيا.
ويعود شهريار من لدن الساحر كاسفًا مقهورًا، شاعرًا بالفناء ككل قوة في نهايتها. وتحاول شهرزاد أن تسترده من قلقه وحيرته، وتقول له: إنها جسد جميل وقلب كبير، فيقول: سحقًا للجسد الجميل والقلب الكبير، ويكون بينهما حوار طويل، تتخلله هذه القطعة:
شهريار: ما عدت أحفل بك ولا بشيء.
شهرزاد: تُشيح بوجهك أيها الأعمى! لو كانت تبصر قليلًا!
شهريار: لقد أبصرت أكثر مما ينبغي.
شهرزاد: أنت غافل يا شهريار.
شهريار: أنا أطلب شيئًا واحدًا.
شهرزاد: ما هو؟
شهريار: أن أموت.
شهرزاد: لماذا؟ ما الذي بك؟
شهريار: ليس في الحياة من جديد، استنفدت كل شيء.
شهرزاد: الطبيعة كلها ليس فيها لذة تغريك بالبقاء!
شهريار: الطبيعة كلها ليست سوى سَجَّان صامت يضيِّق عليَّ الخناق.
شهرزاد: أقسم أنك جُننت، أجهدت عقلك حتى اضطرب، أي سر تبحث عنه أيها الأبله؟ ألا تراك تضيع عمرك الباقي وراء حب اطلاع خادع؟
شهريار: ما قيمة عمري الباقي؟ لقد استمتعت بكل شيء وزهدت في كل شيء.
شهرزاد: وهل تحسب هذا هو السبيل إلى ما تطلب؟ بل مَن أدراك أن ما تطلب موجود؟ أترى شيئًا في ماء هذا الحوض؟ أليست عيناي أيضًا