تحسن التقدير لما تفيد1, وما تنفق, ولا يغرنك من ذلك سعة تكون فيها, فإن أعظم الناس في الدنيا خطرًا2 أحوجهم إلى التقدير، والملوك أحوج إليه من السوقة3؛ لأن السوقة قد تعيش بغير مال، والملوك لا قوام4 لهم إلا بالمال, ثم إن قدرت على الرفق واللطف في الطلب, والعلم بوجوه المطالب, فهو أفضل.

وأنا واعظك في أشياء من الأخلاق اللطيفة, والأمور الغامضة التي لو حنكتك5 سن كنت خليقًا أن تعلمها، وإن لم تخبر عنها.

ولكنني قد أحببت أن أقدم إليك فيها قولًا؛ لتروض6 نفسك على محاسنها, قبل أن تجري على عادة مساوئها, فإن الإنسان قد تبتدر إليه7 في شبيته المساوئ، وقد يغلب عليه ما بدر إليه منها للعادة. وإن لترك العادة مؤونة شديدة, ورياضة صعبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015