والكريم يمنح الرجل مودته عن لقية واحدة, أو معرفة يوم, واللئيم لا يصل أحدًا إلا عن رغبة أو رهبة.

فإن أهل الدنيا يتعاطون فيما بينهم أمرين, ويتوطأون عليهما: ذات النفس، وذات اليد1.

فأما المتبادلون ذات اليد, فهم المتعاونون المستمتعون, الذين يلتمس بعضهم الانتفاع ببعض مناجزة ومكايلة.

المال كل شيء:

ما التبع, والأعوان, والصديق, والحشم, إلا للمال, ولا يظهر المروءة إلا المال, ولا الرأي, ولا القوة إلا بالمال.

ومن لا إخوان له فلا أهل له، ومن لا أولاد له, فلا ذكر له، ومن لا عقل له, فلا دنيا له, ولا آخرة، ومن لا مال له, فلا شيء له.

الفقر مجمعة للبلايا:

والفقر داعية إلى صاحبه مقت الناس، وهو مسلبة للعقل والمروءة، ومذهبة للعلم والأدب، ومعدن للتهمة، ومجمعة للبلايا.

ومن نزل به الفقر والفاقة لم يجد بدًا من ترك الحياء، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره. ومن ذهب سروره مُقِتَ، ومن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015