المروءة قد يحملهم الاسترسال1 والتبذل2 على أن يصحبوا كثيرًا من الخلطاء بالإدلال3 والتهاون والتبذل,

ومن فقد من صاحبه صحبة المروءة, ووقارها, وجلالها, أحدث ذلك له في قلبه رقة شأن, وسخف منزلة.

ولا تلتمس غلبة صاحبك, والظفر عليه عند كل كلمة ورأي، ولا تجترئن على تقريعه بظفرك, إذا استبان، وحجتك عليه, إذا وضحت.

فإن أقوامًا قد يحملهم حب الغلبة, وسفه الرأي في ذلك على أن يتعقبوا الكلمة بعدما تنسى، فيلتمسوا فيها الحجة، ثم يستطيلوا4 بها على الأصحاب, وذلك ضعف في العقل, ولؤم في الأخلاق.

أي إكرام يعجب؟:

لا يعجبنك إكرام من يكرمك؛ لمنزلة أو لسلطان، فإن السلطان أوشك5 أمور الدنيا زوالًا, ولا يعجبنك أكرام من يكرمك؛ للمال، فإنه هو الذي يتلو السلطان في سرعة الزوال, ولا يعجبنك إكرامهم إياك؛ للنسب، فإن الأنساب أقل مناقب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015