وعقائدية ونفسية كثيرة أيضًا، ولعل من بينها مسألة وأد البنات في العصر الجاهلي1.

وفي "اللحظة الطللية في القصيدة الجاهلية"2 من كتابه يتبنى مجموعة الأفكار لا بأس من إيجازها هنا:

1- لعل اللحظة الطللية هي واحدة من الشذرات المضيئة التي يمكن أن نصل عبرها إلى إحباطات مكبوتات المجتمع الجاهلي وإلى تطلعاته وأشكال انسلابه معًا، أي: هي وسيلة من وسائل إغناء فهمنا لمجتمع معين. وإن الشاعر الجاهلي يبدع عبر الطللية ماضيه وواقعه شعرًا، ويتحفز لمعانقة مستقبله. أي: يودع في هذه الوقفة أبرز أشكال الحالات الجماعية, ويخثر عبر بضعة أبيات من قصيدته كل حاجات الجماعة، فهو يعبِّر عن الكلي الاجتماعي لا الكوني خلال ومضة وجيزة3.

2- في ميسورنا التعرف إلى الذات الجاهلية عبر تحليل المطالع الطللية للشعر الجاهلي، بوصفها رموزًا تقبل التفسير والقراءات التحتانية4.

3- إن الماضي يجب أن يفهم بوصفه مستقبلًا أرقى، لا من الحاضر وحده، بل ومن الماضي نفسه، أي: إن الماضي - المستقبل, ينبغي أن يغدو تجاوزًا ونقيضًا للماضي المنطفئ، الذي لا تستحيل استعادة نسيجه فحسب، بل الذي لا يحتاج إلى هذه الاستعادة5.

4- إن خلاصة ما يمكن أن يوجّه إلى تفسيرات اللحظة "ابن قتيبة، فالتر بروانه، عز الدين إسماعيل، يوسف خليف، حسين عطوان" يمكن إجمالها في أمرين أساسيين: قصور هذه التفسيرات لأنّ كلًّا منها أحادي النظرة، وإهمالها إلى حدٍّ كبير العامل الاجتماعي والتاريخي لتشكيل الطللية، علاوة على النظرة الخارجية المسطَّحة, وعدم الغوص في أعماق المطالع, والبحث فيها كتعبيرات عن مكبوتات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015