الفلسفة العربية الإسلامية ج1، ص175-326"1, ويوسف اليوسف في عملين: "مقالات في الشعر الجاهلي"2, و"بحوث في المعلقات"3.
ويقرر أحمد سويلم في مدخل بحثه بأن الشعر نشاط اجتماعي بالدرجة الأولى، والشاعر بشر يعيش مع البشر، يؤثر ويتأثر بالمجتمع، ومن ثَمَّ فإن ظروف نشأة القصيدة ظروف اجتماعية، وتحمل الخبرة السابقة، وتبعث خبرة جديدة, ويكنّ الحس الاجتماعي العام في أدق الصور الذاتية للشعر4, وينعي على الباحثين أنهم جهدوا أنفسهم في تصيّد أخطاء الشعراء بدلًا من استخراج كنوز الشعر العربي الذي يتجلّى فيه الإبداع بأبعاده الاجتماعية والجمالية والتنبؤية5. ونتيجة لذلك حبس الشعر العربي في قفص الرؤية النقدية القاصرة، وحرم النظرة العادلة, وإن نظرة عادلة متأنية إلى شعرنا القديم كفيلة بتصحيح تلك المفاهيم القاصرة, ورده إلى إطارات الإبداع الفني الأصيلة، ونقله إلينا وجهًا يحمل نداء الحياة المعاندة في لهب الصحراء، مؤكدًا واقعيته الواعية والتزامه الفني المحض، ودوره الأصيل في المجتمع في مواجهته رتابة الحياة6.
ويقرر هدفه من محاولته هذه ودراسته, إنما هو اكتشاف جوانب تراثنا الحقيقية المعبرة عن موقفه الفني والاجتماعي, ومجاله هو أقدم عصرين عرفهما الشرع العربي: العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، اختار العصر الجاهلي لأنه يمثل بداية الشعر العربي، وأما العصر الإسلامي فلأنَّ النقاد أو بعضهم جعلوا منه امتدادًا للعصر الجاهلي دونما اعتراف بالتطوّر الذي طرأ عليه بسبب تغير الواقع الاجتماعي7.
أما مجال دراسته: فقد كان امرأ القيس وعنترة "الشعر بين السادة والعبيد", وقد رأى أن بكاء امرئ القيس أمام الديار لم يكن بكاء يأس وموت, وإنما هو حزن