الخطوة الأساسية في إقامة حكومة المدينة.
أشارت المصادر إلى هذا الدستور بعدة ألفاظ، فابن إسحاق (ت 151 هـ) - وهو مصدرها الأول- يطلق عليها «الصحيفة» (?) وأطلق عليها ابن سيد الناس (ت 734 هـ) اسم «الموادعة» (?) ، وأطلق عليها البعض أسماء أخرى مثل «الوثيقة» و «الكتاب» و «المعاهدة» و «الدستور» ... إلى غير ذلك (?) .
إن تسمية ابن سيد الناس (734 هـ) للصحيفة باسم (الموادعة بين المسلمين واليهود) غير دقيقة؛ لأن هذه التسمية لا تعطي صورة حقيقية عن محتويات الصحيفة والتي تشمل كثيرا من المواد الخاصة بالمسلمين، أما كلمة «صحيفة» فتعني أنها إعلان من جانب الرسول صلّى الله عليه وسلم يبيّن فيها الأمور الواجب تنفيذها (?) ، ويبدو أن النبي صلّى الله عليه وسلم أراد من إصدارها هذا الأمر، فهي بيان مسجل للتنظيمات الإدارية المراد اتباعها فبدأ بقوله:
«هذا كتاب من محمد ... » (?) .
ولعل من المفيد أن نذكر قضية مهمة بالنسبة إلى هذه الصحيفة، فكتب الحديث هذه المعتبرة لم ترو نص الكتاب كاملا، وأقدم مصدر ورد فيه النص كاملا هو ابن إسحاق (ت 151 هـ) دون إسناد (?) . ولم يذكر ابن إسحاق (ت 151 هـ) المصدر الذي أخذ منه، في حين يذكر البيهقي (ت 458 هـ) في سننه المواد المتعلقة بالمسلمين ولم يذكر المواد الخاصة باليهود، وأسندها البيهقي (ت 458 هـ) إلى ابن إسحاق كذلك (?) ، أما ابن سيد الناس (ت 734 هـ) وابن كثير (ت 774 هـ) فقد ذكراها دون إسناد وهما ينقلان عن ابن إسحاق (ت 151) (?) . ويذكر ابن سيد الناس (ت 734 هـ) أن ابن خيثمة أورد الكتاب فأسنده هذا الإسناد: «حدثنا أحمد بن خباب أبو الوليد حدثنا عيسى بن يوسف حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن