هذه السوق فطاف به ثم قال: «هذا سوقكم» (?) .
ويلاحظ أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يراقب الأسواق بنفسه وقد طلب بعض الصحابة من الرسول صلّى الله عليه وسلم أن يسعر للناس، ولكن الرسول امتنع من ذلك، فقد مر النبي صلّى الله عليه وسلم برجل يبيع طعاما في السوق بسعر أرفع (?) من سعر السوق فقال: «تبيع في سوقنا بسعر هو أرفع من سعرنا؟!» قال: نعم يا رسول الله. قال: «صبرا واحتسابا؟» قال: نعم يا رسول الله. قال: «أبشروا فإن الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله، وإن المحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله» (?) .
واستطاع المسلمون بحسن تعاملهم أن يحوّلوا الناس من سوق اليهود إلى سوقهم مما جعل كعب بن الأشرف اليهودي (ت 3 هـ) يدخل إلى سوق المسلمين ويقطع أطنابها (?) ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لا جرم لأنقلنّها إلى موضع هو أغيظ له من هذا» فنقلها من موضع بقيع الزبير إلى سوق المدينة» (?) . ولعل هذا الأسلوب التهجمي الصارم الذي اتبعه كعب ابن الأشرف (ت 3 هـ) كان في أوائل أشهر الهجرة حيث لا يزال لليهود نفوذ قوي، ويلاحظ أيضا أن كعب بن الأشرف شعر أن مصالح اليهود الاقتصادية قد أصبحت في خطر نتيجة منافسة السوق الجديد.
لقد كان هذا التصرف من كعب- وهو من يهود قينقاع- حافزا للنبي صلّى الله عليه وسلم بأن يفكر جديّا بطرد اليهود من المدينة، وكان بنو قينقاع أول من طرد (?) وبعدها استطاع النبي صلّى الله عليه وسلم أن يمسك بزمام الاقتصاد المدني ويوجهه الوجهة الإسلامية الخالية من كل استغلال وجشع.
وكان من أعظم الإجراات الإدارية التي قام بها الرسول صلّى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة القيام بكتابة دستور المدينة الذي ينظم العلاقات بين سكانها، ويعد ذلك