لم يشتهر أهل يثرب بالتجارة كأهل مكة، ومع ذلك فقد خرجوا في قوافل تجارية إلى الشام والهند (?) . وكان اليهود قد استولوا على السوق التجارية في يثرب، فكانوا يجلبون إلى سوقها من البضائع ما يحتاج إليه أهلها (?) ، كما كانت «الساقطة» تنزل يثرب ومعها البر والشعير والزيت والتين والقماش (?) ، كما اشتغل اليهود أيضا بالصيرفة والربا (?) ، وكان الأعراب يحفظون عندهم ودائعهم، وأشارت ايات القران الكريم إلى ذلك (?) ، فكان العرب يقترضون من اليهود المال والطعام مقابل ربا فاحشا يفرضونه عليهم (?) ، ويلاحظ أن أهل يثرب قد تعاملوا مع أهل البادية (?) . وكذلك كان لهم تعامل مع القوافل المكية التي تمر بهم (?) . ومع أن أسواق يثرب كانت بيد اليهود وكانوا يسيطرون بشكل كبير على الحياة الاقتصادية فيها، إلا أن هذا لم يمنع أهل يثرب من أن يرحلوا إلى الأسواق العربية في عكاظ ومجنة وذي الجماز (?) . وأن يستوردوا ما يحتاجون إليه من الزيت والنبيذ والعطور والمسك وغيره (?) .
أما «الإدارية العسكرية» فهي تتمثل في أن يثرب على شاكلة مكة، فهي بغير سور ولا حائط يحيط بها، وتعويضا عن ذلك، فقد ابتنى اليهود والعرب الحصون والاطام من الحجارة القوية (?) . فكان اليهود يخزنون فيها أموالهم وثمارهم وكل غال عندهم،