زمن النبي صلّى الله عليه وسلم والوظائف التي شغلها، ومن خلال ذلك تعرفنا إلى كثير من الكتّاب، والولاة، والقضاة، والعمال على الصدقات، ومن أرسلوا في مهمة تعليمية أو سياسية أو إدارية، واعتمد هؤلاء في الترجمة للصحابة على من سبقهم مثل ابن سعد (ت 320 هـ) ، والبسوي (ت 277 هـ) في كتابه «المعرفة والتاريخ» ، وغيرها من كتب السير والتاريخ، ولكنهم يذكرون كثيرا من المعلومات غير مسندة.
وقدم الخزاعي (ت 741 هـ) (?) معلومات زاخرة تفيد في توضيح معالم النظام الإداري للدولة في هذه الفترة، ويعدّ كتاب الخزاعي من الكتب النادرة التي تخصصت في ذكر أسماء الوزراء، والكتّاب، والمعلمين، والسفراء، والعمال، وقادة الجيش، والحرف، والصناعات، والوظائف المتعلقة بالأمور المالية، مثل «صاحب المغنم» و «صاحب الخمس» ، وعمال الصدقات، وأمين بيت المال، فهو بحق كتاب ضخم يجمع الروايات المسندة عن الوظائف في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلم، ولكنه مع ذلك لا يربط بين النصوص لاستخراج كنه النظام الإداري للدولة في عصر الرسول صلّى الله عليه وسلم.
وأفاد الباحث أيضا من شرح النووي (ت 676 هـ) لصحيح مسلم (?) . وشرح ابن حجر (ت 852 هـ) لصحيح البخاري في كتابه «فتح الباري» (?) في فهم كثير من الأحاديث النبوية، وكذلك كتاب السهيلي (ت 581 هـ) «الروض الأنف» (?) . وكتابي ابن خالدون (ت 808 هـ) «المقدمة» (?) و «التاريخ» ، وكتاب السمهودي (ت 911 هـ) «وفاء الوفا في أخبار دار المصطفى» (?) ، وغيرها من المصادر التي أفادت في فصول الرسالة المختلفة.
هذا، وقد أفيد من بعض المراجع الحديثة (?) بدرجات متفاوتة، إلا أن الرسالة اعتمدت في مجملها على المصادر الأولية.