واعتمد الباحث على مجموعة من المصادر الجغرافية في بيان التقسيمات والأعمال التابعة لمكة والمدينة، والتعريف بمنطقة من المناطق أو مدينة من المدن، فكان لكتاب ابن الفقيه (ت 340 هـ) مختصر كتاب البلدان (?) ، وكتاب ابن خرداذبه (ت 280 هـ) المسالك والممالك (?) ، وكتاب المسعودي (ت 346 هـ) مروج الذهب (?) ، والتنبيه والأشراف (?) ، وكتاب المقدسي (ت 380 هـ) أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (?) ، وكتاب ياقوت الحموي (ت 626 هـ) «معجم البلدان» (?) ، دور كبير في ذلك، ويواجه الباحث عادة مشكلة أن هذه المصادر لم تكن تميز بين وضع الجزيرة وتقسيماتها في فترة الرسالة المبكرة، وبين ما حدث من تغييرات على التقسيمات الإدارية في فترات لاحقة. ولكن تبقى هذه المصادر ذات قيمة كبيرة في التعريف بالأماكن المختلفة، ولا سيما كتاب المسعودي (ت 346 هـ) الذي اعتمد بشكل كبير على الجغرافية في تأريخه للأحداث، وجمع بين أسلوبي مدرسة التاريخ ومدرسة الجغرافية، ولذلك فهو يعدّ من رواد المدرسة الجغرافية التاريخية.
وأفيد من بعض المصادر المتفرقة، مثل: كتاب أخبار القضاة لوكيع (ت 306 هـ) (?) في بيان كثير من الأمور المتعلقة بالقضاء في زمن الرسول صلّى الله عليه وسلم، وبخاصة أسماء القضاة الذين قضوا في حضرة النبي صلّى الله عليه وسلم، أو أرسلوا إلى الجهات المختلفة، وذكر في ذلك مجموعة من الأحاديث المسندة عن النبي صلّى الله عليه وسلم وهو يتفرد في البحث في أمور القضاء في صدر الإسلام، ولكنه لا ينقد روآياته، ولا يرجح في حالة ورود أكثر من رواية لحديث معين.
وقدمت كتب الاستيعاب لابن عبد البر (ت 463 هـ) (?) ، وأسد الغابة لابن كثير (ت 630 هـ) (?) ، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (ت 825 هـ) (?) ترجمة وافية للصحابة، ذكر خلالها اسم الشخص ونسبه، ومشاركته في الأحداث البارزة في