الله، إني أريد الجهاد وليس لي مال أتجهز به، قال: «اذهب إلى فلان الأنصاري فإنه قد تجهز ومرض، فقل: إن رسول الله يقرئك السلام ويقول لك: ادفع إليّ ما تجهزت به» ، فقال له ذلك فقال: يا فلانة ادفعي إليه ما جهزتني به ولا تحبسي عنه شيئا فإنك والله إن حبست عنه شيئا لا يبارك الله لك فيه (?) . قال عفان: إن فتى من أسلم.
وكان النبي صلّى الله عليه وسلم يحض الموسرين على تجهيز غيرهم من الفقراء فقال: «من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلّف غازيا في أهله بخير فقد غزا» (?) فاستجاب المسلمون لذلك، ففي تبوك (9 هـ) تصدق عثمان بألف دينار، وقدم ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها (?) فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: «ما ضر عثمان ما فعل بعد ذلك» (?) وذكر ابن إسحاق (ت 151 هـ) أن يامين بن عمير بن كعب النضري (صحابي) زود اثنين من البكائين بناضح له في تبوك (?) . وكذلك حمل العباس (ت 32 هـ) منهم رجلين وحمل عثمان ثلاثة، وتبرع عبد الرحمن بن عوف (ت 32 هـ) بأربعة الاف دينار وهي نصف ماله (?) ، وتبرع أبو بكر بماله البالغ أربعة الاف درهم وجاء عمر بنصف ماله (?) ، وتبرع طلحة في غزوات مختلفة حتى سماه الرسول صلّى الله عليه وسلم طلحة الجود أو طلحة الخير (?) ، وذكر الأصبهاني (ت 430 هـ) في حديثه عن تبوك أن ابن عوف حمل على خمسمائة فرس (?) ، كما قدم سعد بن عبادة (ت 12 هـ) مالا وكذلك محمد بن مسلمة، وتصدق عاصم بن عدي بمائة وسق من التمر1»
، في حين أعان نوفل بن