دراسة الأحداث التي جرت في عصر الرسول صلّى الله عليه وسلم وبالإضافة إلى الاستفادة من كتاب «المغازي والسير» أفادت كتب «الإمارة» و «الأحكام» و «الاعتصام بالكتاب والسنة» و «الحج» و «الجهاد» و «البيوع» و «الغنائم» و «الفيء» و «الجزية» و «الصدقة» و «الأقضية» و «الشهادة» و «الحدود» و «التفسير» و «الوصايا» في بيان كثير من النظم الإدارية والمالية والقضائية المتبعة في عصر الرسول صلّى الله عليه وسلم، وكانت أشهر المصادر التي اعتمد عليها البحث هي مسند الإمام أحمد (ت 241 هـ) (?) ، وصحيح البخاري (ت 256 هـ) (?) ، وصحيح مسلم (ت 261 هـ) (?) ، وسنن أبي داود (ت 275 هـ) (?) وسنن ابن ماجه (ت 275 هـ) (?) ، وصحيح الترمذي (ت 279 هـ) (?) ، وسنن النّسائي (ت 303 هـ) (?) .
وكان لكتب السير والطبقات دور كبير في جميع فصول الرسالة، فابن إسحاق (ت 151 هـ) في سيرته (?) قدم معلومات وافية عن حكومة المدينة، وقد استفدت منه في استنباط كثير من المعلومات المهمة التي تحيط بظروف قيام حكومة المدينة، وسياسة الرسول الإدارية والمالية، وهذا المصدر يمتاز من غيره بوصفه أول من أعطى صورة متكاملة للسيرة النبوية. وتمدنا كتابات ابن إسحاق (ت 151 هـ) بأخبار كثيرة وتفعيلية عن فترة الرسالة، وقد روى معظم مادة كتابه في السيرة عن عروة بن الزبير (ت 92 هـ) ، والزهري (ت 124 هـ) ، وهو يستخدم منهجا محددا لعرض الغزوات؛ حيث يقدم ملخصا للمحتويات في المقدمة ويتبعه بخبر جماعي (قالوا) من أقوال أوثق أسانيده، ثم يكمل الخبر الرئيسي بالأخبار الفردية التي جمعها من المصادر الاخرى.