وكانت هناك مجموعة من المناطق الإدارية الصغيرة في الجزيرة، فكانت قرى عرينة (تبوك وخيبر وفدك) واحدة إدارية، واستعمل النبي صلّى الله عليه وسلم على إدارتها عمرو بن سعيد بن عبد الله بن العاص (ت 12 هـ) (?) و «وادي القرى» وكان على إدارتها الحكم بن سعيد بن العاص (?) ، و «جرش» وكان على إدارتها صرد بن عبد الله الأزدي (?) ، و «دبا» واستعمل على إدارتها حذيفة بن اليمان (ت 36 هـ) (?) و «الخط» واستعمل على إدارتها أبان بن سعيد بن العاص (ت 15 هـ) لفترة من الوقت ثم أرسله واليا من قبله على البحرين (?) و «وادي العقيق» ، واستعمل على إدارتها بلال بن الحارث المزني (ت 60 هـ) (?) ، لقد كانت هذه القرى مستقلة قبل الإسلام ولم تكن تابعة إداريّا لدولة من الدول المجاورة مما جعل النبي صلّى الله عليه وسلم يعين لكل واحدة منها واليا مستقلّا.
أما القبائل العربية المتناثرة في أنحاء الجزيرة، فقد أرسلت وفودا إلى النبي صلّى الله عليه وسلم أعلن بعضها الإسلام، وقبل البعض الاخر الدخول في حماية المسلمين.
وقضت طبيعة النظام البدوي والأوضاع السائدة في الجزيرة، أن يعامل الرسول صلّى الله عليه وسلم هذه القبائل معاملة تعطيها الاستقلال الذاتي في إدارة شؤونها، فلم يعين النبي صلّى الله عليه وسلم على هذه القبائل ولاة من قبله، بل أقر زعماء هذه القبائل على ما هم عليه وطالبهم بالمحافظة على الأركان الأساسية في الإسلام- إن كانوا مسلمين- أو الالتزام بشروط المسلمين إن كانوا غير مسلمين، وترك لهم إدارة شؤونهم المحلية حسب ما لديهم من تقاليد وأعراف (?) وبذلك اتسعت الدولة، وأصبح حكمها يعتمد اللامركزية (الإدارة غير المباشرة) واكتفت بخضوع القبائل لسلطتها والموالاة لها.
وقد أشارت المصادر إلى بعض هذه القبائل، فقد أمر النبي صلّى الله عليه وسلم علي بن الحارث بن