أو مجوسيته فعليه الجزية» (?) ، ويشير ابن سعد (ت 330 هـ) إلى أن النبي صلّى الله عليه وسلم استعمل العلاء بن الحضرمي (ت 14 هـ) وبعث معه أبا هريرة (?) والذي أراه أن المنذر كان يدير البحرين وفق النظم الإدارية الموجودة، وكان دور العلاء مساعدة المنذر في نقل البلاد من النظم السائدة إلى النظم الإدارية وفق تعاليم الدين الجديد التي امن بها المنذر ومجموعة من أهل البحرين، وكان دور أبي هريرة (ت 59 هـ) تعليم الناس وتفقيههم الإسلام وأحكامه، ويتضح ذلك من إشارة لابن إسحاق (151 هـ) حيث قال: «والعلاء عنده- أي عند المنذر- كان أميرا لرسول الله صلّى الله عليه وسلم على البحرين» (?) .
ويذكر ابن سعد (ت 230 هـ) أن النبي صلّى الله عليه وسلم كتب للعلاء كتابا جاء فيه «فإني قد بعثت إلى المنذر بن ساوى من يقتضي منه ما اجتمع عنده من الجزية، فعجله بها، وابعث معهما ما اجتمع عندك من الصدقة والعشور» (?) ويفيد النص أن المنذر كان يقوم بجمع الجزية على حين، بينما يقوم العلاء بجمع صدقات المسلمين. وبهذه الطريقة يستطيع أن يتعرف إلى طبيعة البلاد وأهلها حتى تنتقل إليه إدارتها فيما بعد.
لقد قام أهل البحرين بشكوى العلاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولم تسعفنا المصادر عن طبيعة هذه الشكوى وأسبابها. ولكن النبي صلّى الله عليه وسلم استجاب لطلبهم وعزل العلاء واستعمل على إدارتها أبان بن سعيد بن العاص (ت 15 هـ) (?) ، وأوصاه النبي صلّى الله عليه وسلم بأهل البحرين خيرا فقال له: «استوص بعبد القيس وأكرم سراتهم» (?) .
وأشارت المصادر إلى أن «عمان» كانت واحدة إدارية جمعها النبي صلّى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص (ت 43 هـ) (?) في حين يشير خليفة بن خياط (ت 240 هـ) في رواية أن إدارة عمان كانت لأبي زيد الأنصاري (?) ، وهذه الرواية غريبة تخالف بقية الروايات؛ إذ إن عمرا بقي على إدارة عمان حتى وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلم (?) .