شؤون المنطقة التي ينتمي إليها الوفد، وذلك بما يتوافر لهذا الأمير من مؤهلات دون النظر للسن، وعلى أساس ذلك كان اختيار عثمان لإدارة شؤون الطائف.
ويشير ابن إسحاق (ت 151 هـ) إلى أن النبي صلّى الله عليه وسلم زود عثمان بتعليمات إدارية أولية فقال له: «يا عثمان تجاوز في الصلاة، واقدر الناس بأضعفهم فإن فيهم الكبير والصغير والضعيف وذا الحاجة» (?) ويفيد هذا النص أن المهمة الإدارية الأولى لعثمان كانت إقامة الصلاة، فكان لابد من تحديد كيفية التعامل تجاه المصلين، لأنهم حديثو عهد بالإسلام.
أما بقية الأمور الإدارية، فقد تركت لعثمان يقوم بها حسب معرفته بطبيعة الطائف وعلى أساس النظم السائدة فيها، وبقي عثمان على إدارتها في حياة النبي صلّى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر وجزا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (?) .
وكانت «اليمن» واحدة إدارية، وكانت قبل الإسلام تتبع فارس، وولي أمرها من قبل كسرى باذان بن ساسان (ت 10 هـ) ، فأسلم وحسن إسلامه وأصبح أهلها جزا من رعايا الدولة الإسلامية. فأبقى النبي صلّى الله عليه وسلم باذان على إدارتها، ولم يشرك معه فيها أحدا حتى وفاته (ت 10 هـ) (?) فرأى النبي صلّى الله عليه وسلم بعد وفاة باذان أن يقسم اليمن إلى عدد من الأقسام الإدارية، فكانت «صنعاء وأعمالها» واحدة إدارية، وجعلها لشهر بن باذان (?) ، وبعد مقتله تولى إدارتها خالد بن سعيد (ت 14 هـ) ، وكانت «مأرب» واحدة إدارية وجعلها لأبي موسى الأشعري (ت 42 هـ) ، وتشمل منطقة زبيد وعدن ورمغ والساحل (?) ، وكانت «الجند» واحدة إدارية، وجعلها لمعاذ بن جبل (ت 19 هـ) (?) ، في حين يرى ابن خالدون (ت 808 هـ) أن الجند كانت ليعلى بن أمية (?) .
وكانت «نجران» واحدة إدارية جعلها النبي صلّى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم (ت 51 هـ) ، ثم تولى