لو لم يكن بأخ أخ متأيدا ... لم يتخذ موسى أخاه وزيرا
وقال آخر:
تكثر من الإخوان ما اسطعت إنهم ... عماد إذا استنجدتهم وظهور
وليس كثيرا ألف خل وصاحب ... وإن عدوا واحدا لكثير
أبو الفتح البستي:
تحمل أخاك على ما به ... فما في استقامته مطمع
وإني له خلق واحد ... وفيه طبائعه الأربع
وقال آخر:
من لم يكن ذا خليل ... يفشي إليه بسره
ويستريح إليه ... في خير أمر وشره
فليس يعرف طعما ... لحلو عيش ومره
ابن المعتز:
الله حسبي وبه توفيقي ... ما أسمج الدنيا بلا صديق
وأضعف المال عن الحقوق ... وأميل الدهر إلى العقوق
وقال آخر:
إذا ما صديقي رابني سوء فعله ... ولم يك عما ساءني بمفيق
صبرت على أشياء منه تريبني ... مخافة أن أبقى بغير صديق
وقال آخر:
إذا أنت لم تستقبل الأخ لم تجد ... لكفيك في إدباره متعلقا
إذا أنت لم تترك أخاك وزلة ... إذا زلها، أوشكتما أن تفرقا
قال بعضهم:
أخوك الذي لو جئت بالسيف مصلتا ... إليه به، لم يستغشك في الود
ولو جئت تدعوه إلى الموت لم يكن ... يردك إشفاقا عليك من الرد
يرى أنه في الود وان مقصر ... وإن زاد فيه بالوفاء على الجهد
وقال آخر:
أخوك الذي لا ينقض النأي عهده ... ولا عند صرف الدهر يزور جانبه
وليس الذي يلقاك بالبشر والرضا ... وإن غبت عنه لسعتك عقاربة
وقال آخر:
وليس أخوك الدائم العهد بالذي ... يسوءك إن ولى ويرضيك مقبلا
ولكنه النائي إذا كنت مقبلا ... وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا
وقال آخر:
أخوك الذي إن سرك الأمر سره ... وإن ساء أمر ظل وهو حزين
يقرب من قربت من ذي مودة ... ويقصي الذي أقصيته ويهين
بشار بن برد:
خير إخوانك المشارك في الم ... ر وأين الشريك في المر أينا
الذي إن شهدت زانك في النا ... س وإن غبت كان أذنا وعينا
أبو العتاهية:
عذيري من الإنسان لا إن جفوته ... صفا لي ولا إن صرت طوع يديه
وإني لمشتاق إلى ظل صاحب ... يرق ويصفو إن كدرت عليه
العباس بن جرير
إن الصديق هو الذي ... يراك حين تغيب عنه
وإذا كشفت إخاءه ... أحمدت ما كشفت منه
مثل الحسام إذا انتضا ... هـ ذو الحفيظة لم يخنه
يسعى لما يسعى له ... كرما وإن لم يستعنه
وقال آخر:
وإذا صاحبت فاصحب ماجدا ... ذا حياء وعفاف وكرم
قوله للشيء لا إن قلت لا ... وإذا قلت نعم قال نعم
القاضي بن معروف:
إحذر عدوك مرة ... واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصدي ... ق فكان أخبر بالمضره
وقال آخر:
إسمع مقالة ناصح ... جمع النصيحة والمقه
إياك واحذر أن تكو ... ن من الثقات على ثقة
وقال آخر:
إحذر صديقك إنه ... يخفي عليك ولا يبين
إن العدو مبارز ... لك والصديق هو الكمين
أبو الحسن علي بن عبد الغني القيرواني:
كم من أخ قد كان عندي شهدة ... حتى بلوت المر من أخلاقه
كالملح يحسب سكرا في لونه ... ومجسه، ويحول عند مذاقه
ابن عمار:
وزهدني في الناس معرفتي بهم ... وطول اختباري صاحبا بعد صاحب
فلم ترني الأيام خلاً يسرني ... بواديه إلا ساءني في العواقب
ولا صرت أرجوه لدفع ملمة ... من الدهر إلا كان إحدى النوائب
ابن الرومي:
عدوك من صديقك مستفاد ... فلا تستكثرن من الصحاب
فإن الداء، أكثر ما تراه ... يحول من الطعام أو الشراب
ابن المعتز:
بلوت أخلاء هذا الزمان ... فأقللت بالهجر منهم نصيبي
وكلهم إن تصفحتهم ... صديق العيان عدو المغيب
وقال صاحب الكتاب:
وأخ وفاي وقبح سيرته ... في الغدر ما لهما معا أمد
ما زلت أكرمه ويحسدني ... حتى انتهى الإكرام والحسد
وقال آخر:
متى تحسب صديقك لا يقلوا ... وإن تخبر يقلوا في الحساب