عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ ... فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
وَصَاحِبْ أُولِي التَّقْوَى تَنَلْ مِنْ تُقَاهُمْ ... وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدَى
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - قَالَ الشَّاعِرُ:
فَلَا تَصْحَبْ أَخَا الْجَهْلِ ... وَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ
فَكَمْ مِنْ جَاهِلٍ أَرْدَى ... حَلِيمًا حِينَ وَاخَاهُ
يُقَاسُ الْمَرْءُ بِالْمَرْءِ ... إذَا مَا هُوَ مَاشَاهُ
قَالَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - النَّاسُ بِأَزْمَانِهِمْ أَشْبَهُ مِنْهُمْ بِآبَائِهِمْ.
وَقَالَ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - خَالِطْ الْمُؤْمِنَ بِقَلْبِك وَخَالِطْ الْفَاجِرَ بِخُلُقِك كَانَ يُقَالُ يُمْتَحَنُ الرَّجُلُ فِي ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: عِنْدَ هَوَاهُ إذَا هَوَى وَعِنْدَ غَضَبِهِ إذَا غَضِبَ، وَعِنْدَ طَمَعِهِ إذَا طَمِعَ.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إذَا أَرَدْت أَنْ تَعْرِفَ مَا لَك عِنْدَ صَدِيقِك فَأَغْضِبْهُ فَإِنْ أَنْصَفَك وَإِلَّا فَاجْتَنِبْهُ. كَانَ يُقَالُ لَا تُؤَاخِيَنَّ خَصِيًّا وَلَا ذِمِّيًّا وَلَا نُوبِيًّا، فَإِنَّهُ لَا ثَبَاتَ لِمَوَدَّتِهِمْ قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ مَا كَشَفْت أَحَدًا قَطُّ إلَّا وَجَدْته دُونَ مَا كُنْت أَظُنُّ، كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ:
اُبْلُ الرِّجَالَ إذَا أَرَدْت إخَاهُمُ ... وَتَوَسَّمَنَّ أُمُورَهُمْ وَتَفَقَّدْ
وَإِذَا ظَفِرْت بِذِي الْأَمَانَةِ وَالتُّقَى ... فَبِهِ الْيَدَيْنِ قَرِيرَ عَيْنٍ فَاشْدُدْ
وَدَعِ التَّذَلُّلَ وَالتَّخَشُّعَ تَبْتَغِي ... قُرْبَ الَّذِي إنْ تَدْنُ مِنْهُ يَبْعُدْ
وَقَالَ آخَرُ:
قَدْ كُنْت أَحْمَدُ أَمْرِي فِيك مُبْتَدِئًا ... فَقَدْ ذَمَمْت الَّذِي حَمِدْت فِي الصَّدْرِ