ط- غسل اليدين بالماء والصابون بعد الخروج من الخلاء:
لما ورد عن جرير بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى الخلاء، فقضى الحاجة، ثم قال: يا جرير هات طهورا، فأتيت بالماء، فاستنجى، وقال بيده، فدلك بها الأرض» حيث يقوم الصابون اليوم مقام الدلك بالتراب لأن الغاية هي الطهارة وإذهاب النجاسة وآثارها، وهو حاصل بالصابون. مع عدم إغفال فائدة التراب في هذا الجانب، حيث يمكن أن يقوم بهذا الدور عند عدم وجود صابون.
كل تلك الآداب التي أوردناها توضح لنا مدى سمو الإسلام ورقيه وهو يهذب المؤمن ويؤدبه ليجعله وعاء نقيا لاستيعاب تعاليم الإسلام وأحكامه وتطبيقها حق التطبيق، ومن ثم يأخذ الناس من القدوة الحسنة، فالإسلام هو الرائد في ذلك، وآدابه تختلف عن غيره لأنها تقوم على أساس ديني يراقب المؤمن فيه ربه، فيلتزم بتلك الآداب في كل أحواله، لا سيما فيما نحن بصدده الآن، حيث يكون الإنسان لوحده لا يراه إلا خالقه سبحانه وتعالى.