أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإفشاء السلام، وعلمنا كيفيته، ورغبنا فيه؛ لأنه يورث المحبة بين إخوة الإسلام، التي تعد من مفاتيح الجنة.
ففي جامع الترمذي عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أفشوا السلام، وأطعموا
الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان" (?).
وفي رواية عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام" (?).
قال الحافظ ابن حجر: والمراد بإفشائه نشره سرًّا أو جهرًا.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم" (?).
ولا يتوقف فضل إفشاء السلام على هذا، فهو سبيل لخفض الجناح بين المسلمين، وسبيل لنفي شبهات الكبر عن النفس، إذ الكبر بطر الحق وغمط الناس، ففي إفشاء السلام سبيل للتواضع، وتعظيم حرمات المسلمين. كما يقول الإمام النووى: والسلام أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة، وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع، وإعظام حرمات المسلمين.
وقد ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه