والبعد عَن الْفضل وَالْخَيْر وَمن كَانَت هَذِه صفته لَا ترجى لَهَا معاناة أبدا وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق الْعدْل حصن يلجأ إِلَيْهِ كل خَائِف وَذَلِكَ أَنَّك ترى الظَّالِم وَغير الظَّالِم إِذا رأى من يُرِيد ظلمه دَعَا إِلَى الْعدْل وَأنكر الظُّلم حِينَئِذٍ وذمه وَلَا ترى أحدا يذم الْعدْل فَمن كَانَ الْعدْل فِي طبعه فَهُوَ سَاكن فِي ذَلِك الْحصن الْحصين الاستهانة نوع من أَنْوَاع الْخِيَانَة إِذْ قد يخونك من لَا يستهين بك وَمن استهان بك فقد خانك الانصاف فَكل مستهين خائن وَلَيْسَ كل خائن مستهينا الاستهانة بالمتاع دَلِيل على الاستهانة بِرَبّ الْمَتَاع حالان يحسن فيهمَا مَا يقبح فِي غَيرهمَا وهما المعاتبة والاعتذار فَإِنَّهُ يحسن فيهمَا تعديد الأيادي وَذكر الْإِحْسَان وَذَلِكَ غَايَة الْقبْح فِي مَا عدا هَاتين الْحَالَتَيْنِ لَا عيب على من مَال بطبعه إِلَى بعض القبائح وَلَو أَنه أَشد الْعُيُوب وَأعظم الرذائل مَا لم يظهره بقول أَو فعل بل يكَاد يكون أَحْمد مِمَّن أَعَانَهُ طبعه على الْفَضَائِل وَلَا تكون مغالبة الطَّبْع الْفَاسِد إِلَّا عَن قُوَّة عقل فَاضل الْخِيَانَة فِي الْحرم أَشد من الْخِيَانَة فِي الدِّمَاء الْعرض أعز على الْكَرِيم من المَال يَنْبَغِي للكريم أَن يصون جِسْمه بِمَالِه ويصون نَفسه بجسمه ويصون عرضه بِنَفسِهِ ويصون دينه بعرضه وَلَا يصون بِدِينِهِ شَيْئا أصلا الْخِيَانَة فِي الْأَعْرَاض أخف من