الحياء خلق نبيل يحول بين من يتمتع به وبين فعل المحرمات وأتيان المنكرات، ويصونه من الوقوع في الأوزار والآثام وهو كذلك الامتناع عن فعل كل ما يستقبحه العقل ولا يقبله الذوق السليم، والكف عن كل مالا يرضى به الخالق والمخلوق فإذا تحلى المسلم بهذا الخلق، صحت سريرته وعلانيته، وعامل الخلق بما يرضاه مولاه، وكذلك فإن هذا المسلم الحيي لا يقبل إلا الحلال من كل شيء وفي المطعم، والمشرب، والملبس وغير ذلك كما يعد الحياء دليلا صادقا على مقدار ما يتمتع به المرء من أدب وإيمان، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الحياء من الإيمان» ولقد حثت الشريعة الإسلامية المسلمين على التحلي بفضيلة الحياء وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الخلق الشريف هو أبرز ما يتميز به الإسلام من فضائل فقال عليه الصلاة والسلام: «إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء» وإذا استحكم خلق الحياء في نفس المسلم، صده عن كل قبيح وقاده إلى كل أمر حسن طيب، والحياء لا يأتي إلا بخير، أما إذا ضعف هذا الخلق فلن يحل محله إلا السفه والوقاحة والفحش، ويجد الإنسان نفسه أمام أبواب مفتوحة من السوء والمنكر فينزلق إليها لذا قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015